x

حكايات «يهود مصر» من واشنطن إلى ساو باولو حتى تل أبيب

الأربعاء 16-01-2013 22:50 | كتب: أحمد بلال |
تصوير : other

إلى أكثر من جهة توجه اليهود المصريون، الذي تركوا مصر بإرادتهم أو رغمًا عنهم، إلى أوروبا، أو أمريكا الشمالية، أو الجنوبية، وبعضهم ذهب إلى إسرائيل. ومن الولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل، وإسرائيل نروي ثلاث حكايات، على لسان أصحابها الذين هاجروا أو هاجرت أسرهم من مصر. يحكي «سلومون»، و«إيتي»، و«زيفا»، التي كانت تدعى في مصر «زكية»، حكاياتهم عن مصر ومغادرتها.

 

سلومون جولدشتاين

كان عمره 9 سنوات عندما قررت أسرته المكونة من 13 فردًا الهجرة من مصر إلى الولايات المتحدة، لا إلى إسرائيل، رغم أنهم لم يكن لديهم من المال ما يكفي لبدء حياة جديدة هناك، والسبب أن والد سلومون جولدشتاين، لم يكن يريد لأبنائه أن يشاركوا في حرب ضمن صفوف الجيش الإسرائيلي.

يقول «جولدشتاين» لـ«المصري اليوم» من الولايات المتحدة: «الحياة في مصر كانت جيدة بالنسبة لنا، كان لدى والدي عمله الخاص، راديو هاوس جولدشتاين، وأمي كانت ربة منزل، لم تكن تعمل، كان لدينا خادمة تساعد أمي في المنزل، وكان إخوتي وأخواتي يذهبون للمدرسة، لم يكن لدينا أي مشاكل مع جيراننا، كانوا ناس طيبين جداً، ولكننا غادرنا مصر لأنه لم يكن لنا مستقبل فيها».

ويتابع: «لم نذهب إلى إسرائيل لأن أبي لم يكن يريد أن يذهب إخوتي إلى الحرب، حيث يوجد عندي 8 أشقاء و3 شقيقات، خالتي أخبرت أمي بأن لا تذهب للعيش في إسرائيل حيث الحياة صعبة للغاية. بعد مغادرتنا ذهبت مع أمي وشقيقتي وشقيقين لي للحياة في إسرائيل، ومكثنا فيها 6 شهور، ولكن أمي لم تحب العيش هناك، وعدنا للولايات المتحدة الأمريكية».

وعن العودة لمصر مرة أخرى يقول: «عائلتي لن تعود مرة أخرى إلى مصر. ربما نعود للزيارة ولكن لن نعود للعيش بها، لقد كونا جماعات جديدة هنا تشاركنا معتقداتنا وحريتنا، لنكون من نحن حقاً. عندما غادرت البلد كان عمري 9 سنوات فقط، ولكنني مازلت أحب الإسكندرية وأعتبرها وطني الذي تربيت فيه في سنوات عمري التسع الأولى، ومازال عندي بعض الذكريات الجميلة عنها، بعد وفاة جيلي هذا، سنصبح منسيين، وستتحول المعابد إلى متاحف إذا اهتم بها أحد».

 

إيتي فريسيمو

إيتي فريسيمو، يهودية مصرية كانت تعيش في الإسكندرية، هاجرت عائلتها من مصر فتوزعت بين فرنسا وإسرائيل وإنجلترا، أما أسرتها فقد قررت الهجرة إلى البرازيل حيث استقرت في مدينة ساو باولو.

تحكي «فريسيمو» لـ«المصري اليوم» في اتصال معها من ساو باولو، عن حياتها في مصر قائلة: «عشت مع أبي وأمي وأخي في واحد من الشوارع الرئيسية في الإسكندرية، وكنا عائلة من الطبقة الوسطى، كنا نسكن طابقأ في فيللا، وكانت هناك عائلة قبطية تعيش في الدور الأرضي، كانوا طيبين ولطفاء، وقد قمت بزيارتهم كثيراً».

تغيرت حياة أسرة «فريسيمو» مع العدوان الثلاثي، وقتها قامت الحكومة المصرية بترحيل والتضييق على كل من يحملون جنسيات فرنسية أو إنجليزية، أو المرتبطين بإنجلترا وفرنسا، سواء كانوا يهودًا أو غير ذلك، تقول: «شركة والدي لم تعد قادرة على الاستمرار في العمل إلا بالعربية، و لم يكن أحد يعرف العربية بشكل كاف يمكنه منه الحفاظ على التبادل التجاري، كل العائلة والأصدقاء غادروا، مدرستي أُغلقت. لا لم نكن صهاينة، ولكن النظام المصري هو من أراد ذلك».

وعن سبب عدم هجرة أسرتها إلى إسرائيل تقول «فريسيمو»: «في هذا الوقت، كانت إسرائيل في الدرجة الأولى قائمة على الزراعة، وكنا أبناء مدن، ليس لدينا أي فكرة عن الزراعة، إلى جانب أن أبي وإخوتي كانوا بالفعل في البرازيل، يفتتحون شركة جديدة، أما من كان يريد الذهاب إلى إسرائيل فكانت تتم مساعدته بواسطة بعض المنظمات في الخارج للذهاب هناك».

 

زيفا

كان من مفترضًا أن ترسل زيفا سيراتو شهادتها من العاصمة البريطانية لندن، التي هاجرت إليها من مصر واستقر بها المقام هناك، إلا أن شهادتها أتت من تل أبيب. إن زيفا، التي كانت تُدعى في مصر «زكية»، تعيش الآن في إسرائيل، بعد أن حصلت على الجنسية الإسرائيلية، ولم تتصل «المصري اليوم» بها مرة أخرى.

كتبت في بريدها الإلكتروني الذي أرسلته لـ«المصري اليوم» بالإنجليزية: «لم نكن صهاينة على الإطلاق عندما كنا نعيش في مصر، كنا مصريين 100% أحببنا مصر أم الدنيا (كتبتها بالعربية بحروف لاتينية)، ولكننا لم نحصل أبداً على جواز سفر مصري، ولم يكن مسموحا لنا بذلك، ولكننا أيضاً لم نكن في حاجة إليه لأنه لا يوجد أحد يفكر في الحياة في مصر، كنا نذهب في الصيف إلى رأس البر وبورسعيد والإسكندرية».

وتضيف: «مع مجيء ناصر، أحرقوا الكثير من الأعمال التجارية اليهودية، وأخذوا الكثير من الرجال (من بينهم أبي) للمدارس اليهودية بدلاً من المعتقلات، ولكنهم كانوا كمن يعيش في معتقل بالفعل».

وتضيف: «عندنا أعمام في إنجلترا أرسلوا لنا تذكرة وغادرنا مصر في ظرف 3 أسابيع وتركنا كل شيء هناك، أعمال أبي وبيتنا بكل شيء داخله، غادرنا مصر بوثيقة سفر، والتي كانت فقط للسفر خارج مصر، وكنا بلا شيء عندما غادرنا مصر، لكن إسرائيل أعطتنا كل شيء، فقدنا في مصر منزلنا وأعمالنا ومدارسنا وأدويتنا وكل شيء، ولكننا حصلنا على جواز السفر الإسرائيلي الذي نستطيع أن نذهب به إلى أي مكان في العالم، وغيرت اسمي من زكية إلى زيفا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية