x

خليهم ياكلوا ويشبعوا

الأحد 06-05-2012 21:00 |

هناك طرفة تقول بأن فقيراً سار فى الطريق وخلفه زوجته وثلاثة أبناء وهم يبكون من شدة الجوع، وكلما وقفوا عند محال الطعام يعدهم والدهم بأنه سيشترى لهم كل ما يرغبونه قريباً!.. وظل الأب يردد ذلك أمام المطاعم والبقالات وتجار الفاكهة والحلوى، إلى أن قالت له زوجته بحدة: كل هذا كثير عليهم ويكفى إذا تحقق فعلاً!..

فنظر الأب لامرأته غاضباً: اسكتى وخليهم يأكلوا ويشبعوا!.. هذا هو حال حكوماتنا على مر العصور- تشكل بطرق وأمزجة لا يعلم بها إلا الله- وتبدأ بتلقى ودراسة مئات المطالب فى جميع المناحى من تربوية وثقافية واقتصادية واجتماعية... إلخ!.. وهنا تبدأ الحكومة فى إطلاق زبانيتها الموزعين فى جميع أنحاء البلاد ليوزعوا على الجميع وعوداً وخطبا ومشاريع شيطانية وهمية تبنى على مبدأ «كل شىء ماشى فى طريقه ولا تغضبوا واصبروا»، وتقوم الحكومة بدعم الخراب والفساد والرشوة والمحسوبية وتوزيع الثروة المنهوبة، وبعد ذلك يأتى دور المطيباتية والقرعجية.. وتبدأ حكومة إصلاح وهكذا دواليك!

إن المصريين فى العصر الجديد لا يهمهم وجود زيد أو عبيد على رأس أى سلطة تشريعية أو تنفيذية أو قضائية، إيماناً منهم بمبدأ أنه لن يستغفلهم أحد أبداً مدنياً كان أو عسكرياً فالمصرى يعرف جيداً حقه منذ خلقه الله، فما علينا لإنقاذ بلدنا سوى الاهتمام بعملنا ومضاعفة الإنتاج، والنظر دائماً إلى الأمام للوصول إلى هدفنا، ولا نتسرع فى أحكامنا، ولنتثقف ونواكب عصر المعلومات، ولنترك لأهل العلم والخبرة قيادتنا إلى بر الأمان، فنحن المصريين مسلمين ومسيحيين بجميع طوائفنا دوماً إخوة لا تنطلى علينا حيل الفاسدين والأفاكين أبداً.

فالمسلم هو: قبطى.. مسلم.. صوفى.. سنى أو شيعى.. سلفى.. أما المسيحى فهو: قبطى مسيحى كاثوليكى.. أرثوذكسى.. كلنا عباد الله المؤمنون الصالحون.. لن يخدعنا بشر فالله معنا وخير حافظ لمصرنا العظيمة وأهلها إلى الأبد، والله الموفق والمستعان.

مستشار ثقافى سابق- المنصورة

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية