وجوه الناس أوضحُها لثامُ ولو فضحوا السرائر لاستقاموا
أراقبهم.. وقد لفوا وداروا فدار على البساطة الاتهامُ
وتسلبنى ابتسامتُهم أمانى وتَكْذِبُنى التحيةُ والسلام
ولو سقطت براقعنا جميعاً لعاد إلى البراءة الابتسام
فهذا يختفى بقناع صمت وهذا: والقناع هو الكلام
وهذا نفسه استترت بضوء وهذى النفس عرَّاها ظلام
وهذا تحت هَمسته عُواءٌ وهذا فوق عبسته ارتسام
مُوصّلة وعازلة لُغَاهم كأن ذواتهم فيها انقسام
ولست بكاشف منهم خبيئاً وليس بنابض منهم رخام
فهل هى هكذا الدنيا جميعاً؟ وهل أنا فى ملامتهم ألام؟!
أقول وقد شقيتُ بفرط صدقى وقد كذب المعلم والإمام:
على لحن الأسى هدهدت جرحى فما اهتزت ضمائرهم.. وناموا!
وجوه الناس فيهم غرَّبتنى وحيرتنى الأكارم واللئام
فماذا لو أراحوا واستراحوا؟ ولكن كيف ينصلح الأنام؟!
وكيف يقول سطحُ البحرِ تحتى محار أو حُلى أو حطام؟!
تخادعنى الأشعةُ والمرايا ويُرهقُ الانفصال والالتحام
وأبحث فى الوجوه فلا أراها أجيبونى: فما هذا الزحام؟!
