x

أزمة تعريفات

الجمعة 27-04-2012 08:00 |

منذ فترة ليست بالقصيرة، قرر الإخوة الإعلاميون الشروع فى إنشاء نقابة لهم، واجتمع بعضهم فى أحد برامج «الرغى شو»، وحاولوا تعريف كلمة «إعلامى»، لكن محاولاتهم باءت بالفشل! فلاعب الكرة الذى اعتزل بالأمس وفى اليوم التالى لاعتزاله وضعوا أمامه كاميرا وميكروفوناً يطلقون عليه «إعلامى».. البنات «المزز» اللى بيطلعوا فى قنوات الأغانى يقولوا فوازير بيقولوا على نفسهم إعلاميين.. والصحفيين اللى بيقدموا برامج «شرحة»، الخلاصة أن الإعلاميين فشلوا فى تعريف من هو الإعلامى، وبما أن الشىء بالشىء يذكر، فلقد تذكرت أن المثقفين فشلوا فى تعريف من هو المثقف، وأن العمال والفلاحين فشلوا فى تعريف من هو العامل والفلاح.. وأن المطبعين وغير المطبعين فشلوا فى تعريف ما هو التطبيع، ورجال الأعمال فشلوا فى تعريف من هو رجل الأعمال!

وكل تعريف مما سبق دارت حوله مناقشات وصراعات وامتلأت صفحات الجرائد بالجدل، وفى كل مرة كان الفشل، ففى واقع الأمر أننا دولة غير معرّفة، كل شىء فيها يختلط بكل شىء، فتضيع الهوية ويصبح التعريف أزمة، فتختلط عندنا الدولة المدنية بالدولة الدينية لنصبح دولة يستحيل تعريفها، وتختلط الديمقراطية بالديكتاتورية فيصعب تعريف نظامنا السياسى، وتختلط الاشتراكية بالرأسمالية، فيصعب تعريف نظامنا الاقتصادى، ويختلط قمع الظالمين بسلبية المظلوم، فيصعب تعريف القمع، وتعريف السلبية.

 كل هذا الخلط يجعل من المستحيل أن تصل لتعريف أى شىء، أو أن تحدد ضوابط لأى شىء فكيف تضبط ما لا تعرف ماهيته، لذلك نحن فى حاجة إلى وقفة نعرف فيها المهن والنظم والأخلاق فنعرف ما هو حقيقى وما هو مزيف، مثلما حدث فى بلاد تقدمت ولا نسمع فيها جدلاً حول تعريف أى شىء، فكل شىء فيها معرّف ومعروف وعندما عرفوا انطلقوا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية