تلاحظ انتشار الملصقات الدعائية لمرشحى الانتخابات الرئاسية بمصر بكثافة بالغة، حتى تكاد لا تختفى عن حيز فى مصر، ولا شك أنه حق المرشح ومؤيديه، لكن كيف يكون حجم الإنفاق عليها بهذه الإثارة والاستفزاز؟ كيف خرجت هذه الأموال كماء منهمر للدعاية لهؤلاء.. وما هى مصادر تمويلها؟
نحن فى مصر التى لا يحصى تعدد معاناة أبنائها فى جميع المجالات، من صحة وتعليم وإسكان وبطالة وتلوث بيئى و...، حدث ولا حرج، فهى لا تخفى على أحد، وقد أصبحت أزماتنا ملء السمع والبصر، ومن هنا أقول لكل من ساهم وأنفق لتحقيق هذه المقاصد: أليس لك جار يضربه الفشل الكلوى؟ أليس لك عزيز يهاجم كبده فيروس «سى» ويهدد حياته؟ ألم يكن إخوانك هم أعلى معدل إصابة بأمراض الكبد والكلى والسرطان والقلب والسكر والضغط؟!
إننى أموت حزناً عندما أرى مصريين لا يجدون مكاناً ينامون فيه فى بلادهم، وتستبد بى الحسرة على شباب قد استودعوا أحلامهم مهب الريح! ألا تعلم يا من تمول هذه الحملات أن الله قريباً سوف يسألك عن إنفاقك عليها بهذا الزخم والاستفزاز بدلاً من إنفاقها لكشف الغمة والمصائب التى يكابدها إخوانك المصريون، يقول تعالى: «ثم لتسألن يومئذ عن النعيم»، أم ترانا قد صدق فينا قوله سبحانه وتعالى «فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور» صدق الله العظيم.. وأخيراً، أيها المرشح، أيها المؤيد.. من فضلك.. إخوانك يعانون، اكتف بهذا القدر من الملصقات.. وأعلم أن بلادك قد احتلتها جيوش من المصائب والمعضلات.
