x

ابن الوز عوام

الخميس 29-03-2012 21:00 |

عنوان الرسالة هو مثل شعبى ذائع الصيت.. يحمل فى طياته معنى بسيطاً.. وهو كما يتعلم (الطفل الوليد) بالفطرة لغة الكلام من أبويه.. ويحبو على أربع.. ويقف ويمشى على رجليه.. فكذلك الأوز يسبح فى الماء بالفطرة.. يولد سباحا.. وينطبق هذا المثل فى حياتنا العامة على صنوف من البشر فمثلا: ابن الملك أمير.. ابن القاضى وكيل نيابة.. ابن اللواء ضابط شرطة.. ابن الأستاذ الجامعى (الدكتور) معيد!.. ابن رجل الأعمال صاحب شركات.. ابن المقاول مقاول.. ابن مدير البنك محاسب.. ولا عيب فى كل ذلك حتى إنه كاد ابن الرئيس أن يكون رئيساً!! ولكن العيب أن العامة والبسطاء لا يستطيعون الوصول إلى هذه الأماكن والمواقع والوظائف.. حتى إن أحد النوابغ أقدم على الانتحار حين منعوه من العمل فى النيابة بوصفه متخلفاً اجتماعياً وقالوا فى معنى ذلك (والده فلاح مش قد المقام)!!

وقامت الثورة وتوسمنا خيراً، وانتظرنا أن تتغير هذه النظرة، وأن تنتهى الوساطات والمحسوبيات والرشاوى والتى كانت من الأسباب المباشرة لقيام هذه الثورة.. وتعشمنا أن تحل الكفاءات وتنزوى المحسوبيات.. عام كامل والأمر كما هو على حاله لم يتقدم خطوة!!.. وكأن ثورتنا على التوريث كانت ضد الرئيس وابن الرئيس وأسرة الرئيس فقط!.. ولم ننظر لحياتنا ومجتمعنا ككل والذى لو نظرنا إليه نظرة ثاقبة لوجدنا أسراً بأكملها هى التى منها القضاة المستشارون والضباط والمعيدون ووكلاء النيابة وأساتذة الجامعة.. حتى الفنانون ولاعبو الكرة صاروا كذلك بلا مراعاة لموهبة أصيلة أو إبداع متميز أو ابتكار متفرد.

هناك أمثلة لا يتسع لحصرها هذا المقال ذو الحيز الضيق عانت ظلما ووقع عليها من الغبن الكثير.. وكم من شروط فصلت تفصيلا فى مسابقات توظيف بعينها.. وكم من وظيفة كانت حكرا وعلنا وقسرا وقصرا على أبناء العاملين بالهيئة أو المؤسسة أو المرافق أو المصلحة!!

لقد ضاق الناس ذرعا بهذه الأمور.. ونجحت الثورة.. وأصبح من كان يعانى من هذه الوقائع ويعلنها سراً وعلانية هو الذى فى سدة الحكم، وعلى كراسى الوزارة، وفى مقاعد المجالس النيابية!.. وبعد أن كانوا فى المؤخرة أصبحوا فى الصدارة بإرادة شعبية جارفة، توسمت فيهم الخير والقضاء على التوريث ليس للرئيس فقط ولكن بكل صوره وأشكاله.. فى القضاء والجامعات والشرطة والبنوك والكهرباء والبترول.. وكل شبر من ثرى هذا الوطن.. فليكن ابن الوز عواما ولكن فى السباحة وليس سياحة فى كل مناحى الحياة.

 

باحث وخطيب

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية