تخيل معى أن أحد جدودك تولى منذ قرنين عُمودية القرية.. وقيل إنه كان ظالما، وفعل كثيراً من الموبقات.. ومات!! ومرت الأيام.. فهل تحمل أنت وأبناؤك «اليوم» وزر أفعاله؟ هل سيحاسبك الله على ما اقترفه من آثام؟.. هل يجب أن تحمل باقى أسر القرية تجاهك كماً من الحقد والكراهية برغم أنك «شخصياً» على علم وخلق عظيم؟!..
علينا أن نتعلم من حركة التاريخ.. فمنذ عقود احتلت ألمانيا دولا أوروبية وأذاقتها سوء العذاب.. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وخلال عقود قليلة، توحدت أوروبا برغم اختلاف لغاتها ودياناتها وثقافاتها وانطلقت.. لم تتوقف عند ذكريات الماضى!! أما نحن فمازال بعضنا يعيش فى غيابات الماضى، ويدعى أن عمرو بن العاص محتل غاصب، أحرق مكتبة الإسكندرية، وفرض جزية فادحة، وهدم الكنائس والأديرة.. الخ!!
ولعل ما ذكرناه أخيرا حول حقيقة ترجمة مخطوطة يوحنا النيقوسى يصحح كثيراً من المفاهيم الخاطئة! أدعو شبابنا لقراءة ما كتبه العالم الإنجليزى الكبير الدكتور «الفريد بتلر» وهو مسيحى أوروبى فى كتابه «الفتح العربى لمصر» المنشور عام 1903 ولا يمكن أن نتهمه بالانحياز.. ليتضح لهم مزيد من الحقائق.. اقرأوا!!