x

على ضريح أمى

الجمعة 23-03-2012 08:00 |

طعنت بوداعك المحلق فى فضاءات الألم.. تخلخلت أسوارى قيد دمعة.. رسمتينى معها بدهر من حنين.. ألبستينى رداء الحزن.. مرصعاً بضجيج السواد.. أشعلتنى شهقاتى عند اكتمال لحظات الغروب.. هاجر نبضك الغارق.. فى أوردة نبتت من ثغر العفاف.. أتمسك بعبير روحك حينما زفتك الملائكة إلى سماء الله.. وحينها دق الصقيع السافر المتسلل من ظلمات الأنين باب ليلى.. أحقا تركتينى لوحدتى؟..

 فهويت بين ربيع شوقى إليك وخريف صلف المسافات.. ووجهك ينبض بين حنايا قلب وشوارد الغياب.. تتلصص أضلاع الوجع الهارب من رحم العذاب.. فأرنو إلى حفنة النور المستكينة بين راحتيك أدعية الرجاء.. وتلثم شفاهى يديك المرسومة فى إناء الشمس.. وأتيه بعدك.. فتراودنى أشباح الغربة الغافية على صدر تنهيدة ثائرة تتسلق أبخرة من الذكرى الحارقة دونك.. أعتق حلم العودة لأحضانك.. فى أحشاء السراب الموشح وفى عنق تراتيل بتمتمات شهقاتى.. المورقة بالأنين المتعب.. أى وصية الأنبياء.. أعانق طفولتى فى جلبابك المخملى الموشى بالأمان.. المتكئ على قوافل افترشت شفاه الرحمة.. وسجادة صلاتك المطرزة بعلامة جبينك.. المسافر فى سجدة تطول!!.. ومغفرة تركب أجنحة شحارير من حروف الله صوتك.. أفتقد طيف ابتسامتك المترقرقة المشرقة فوق حواسى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية