فقدت مصر والعالم العربى والغربى عن حق ابناً وطنياً باراً هو قداسة البابا المعظم شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ117 من تاريخ باباوات الإسكندرية، رجل الله، ذهبى الفم، حامل الإمام المسيحى الأرثوذكسى، كرّس حياته يدافع عن وحدة مصر بإخلاص ومحبة وحكمة، فكان له العديد من المعجزات فى نزع فتيل الأزمات الطائفية بين أبناء الوطن الواحد من مسلمين ومسيحيين، حتى إنه لقب ببابا العرب، ويكفى مناصرته للقضية الفلسطينية، ورفضه أن يتهم أقباط مصر بالخيانة عندما أحجموا عن الذهاب للأراضى المقدسة إلا فى صحبة رفيقه فضيلة شيخ الجامع الأزهر.
البابا شنودة هو منارة الرهبنة الأرثوذكسية، والراعى الصالح عاش على رسالة السيد المسيح، وهى الحب والسلام، ومن عباراته المأثورة «إن مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطن يعيش فينا»، كان إنسانا بسيطاً حلو الحديث، ومفكراً متميزاً واسع الثقافة يجيد الشعر حاضر البديهة، دائم الابتسام، وصاحب فكاهة راقية، وكان فى كل ضيقة يذكر ثلاث كلمات «ربنا موجود - كله للخير - مسيرها تنتهى»، كان يحب الصمت لكى يتكلم الله.
نطلب من الرب أن يعزى الشعب المصرى فى وفاة أبينا الحبيب، وأن يقيم لنا راعياً صالحاً يجيد التعامل مع الظروف العصرية المتغيرة ليكون البابا المقبل، ليجلس على كرسى مار مرقس الرسول.