x

على رجاء القيامة

الأربعاء 21-03-2012 08:00 |

بدموع القلب أكتب هذا المقال، لأن دموع العين لا تعرف طريقها لمن يعرفون رجاء القيامة، فنحن المسيحيين نؤمن بأننا كلنا نرقد على رجاء القيامة الأخير، نحيا مع الرب بعيداً عن كل حزن وضيق ووجع قلب بلا تنهد ولا ألم ولا حسرة، لذا تجدوننا غير متمسكين بالحياة الدنيا، ناظرين إلى السماوات، متطلعين من حيث يأتى الرب على سحاب ليحتفل معنا بانتصارنا على شهوات العالم الفانى.

نعم رقد على رجاء القيامة سيدنا وبابانا وحبيبنا قداسة الحبر الجليل البابا شنودة الثالث، البابا الـ117، راحلاً عن عالمنا مخلفاً من ورائه سحابة من الحب المتبادل بين البشر الذين يملأون قلوبهم بطاقات حب هائلة، أما أولئك المدعون أنهم بشر ولا يعرفون فى قلوبهم الحجرية شيئاً من الحب، فهم لا يُعدون أصلاً بشراً، أقول أما هؤلاء فهم لا يستحقوا أن يكونوا فى حسابنا، فكما أهملهم وتركهم يصرخون ويملأون الدنيا ضوضاء إلى أن خفتت أصواتهم، وبقيت فقط أصوات القلوب المحبة كقلبه، وقلوب من حوله، وقلوب كل المصريين التى أدمعت حباً على فراق رجلٍ كتابتى عنه لا تصف قدره ولا تعبر عن مكانته ولا توافيه حقه.

أحب بلده وعشقه، خدمه، وبذل الكثير لأجله، فى حين أن من آذوه أحبوا أنفسهم، ولم يفهموا كيف يحب؟ لأنهم بلا قلوب تعرف الحب، فتنيح رافعاً رأسه، وعاشوا هم منكسى الرؤوس متوارين، لا يسمع لهم أحد صوتاً لأنهم لا يستحقون البقاء بين البشر، حيث الحب والمحبة التى لمستها من كل من حولى مسلمين قبل مسيحيين، مسلمين اتصلوا بى ليعزوا أنفسهم باكين، مسلمين عرفوا قدر وطنيته، وقدر قامته، وها هى الحياة تعلمنا كيف أن القامات العالية والهامات تعيش مرتفعة الرأس، وترحل منتصبة القامة لا يهزها ريح، ولا يفت فى عضدها هواء أشباه البشر.

رحل البابا نافضاً من على قدميه غبار العالم ليحيا بالمدينة الباقية، ترك المدينة البائدة، ليعش بين أحضان آبائنا القديسين فى فرح المنتصرين، حيث النصرة والخلاص من آلام وأوجاع هذا العالم المؤلم والمؤذى، رحل غير آسف على عالمنا، رحل سعيداً وتركنا نحن نكابد مرارة الحياة بدونه، نعانى ألم الفراق لكن عزاءنا أنه رقد على رجاء القيامة.

ماجستير تاريخ - القاهرة

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية