x

رحيل الرمز العظيم

الأحد 18-03-2012 21:00 |

رحل رمز من رموز مصر، وقد عاش حياة حافلة قاد فيها الكنيسة المصرية بحكمة تفرد بها طوال رحلة حياته المديدة.. رحل قداسته رجلاً نبت فى ثرى مصر الطاهر حاملاً أمانيها على عاتقه مؤمناً بالوحدة الوطنية، ودائماً يضع المصلحة العليا للبلاد فى المقام الأول وسط انحياز لمصلحة البلاد تغاضياً عن دعاوى مغرضة لتشتيت وصال مصر وتقسيمها.. فى السنوات الأربعين الماضية تعرضت مصر لفتن كثيرة، وكان أكثرها إثارة فى عهد الرئيس السادات الذى عزل قداسة البابا، وعين على رأس الكنيسة مجلساً لقيادتها ليعود البابا مجدداً فى أعقاب رحيل الرئيس السادات دون تطرق إلى ما حدث له فى سماحة تفرد بها قداسته!!..

طوال عهد حسنى مبارك كان صوت العقل هو العنوان لمعالجة أمور كثيرة قد يترتب عليها تفرق نسيج الأمة ويسجل التاريخ لقداسة البابا الحكمة فى أمور كثيرة لو تفاقمت لنالت من نسيج مصر الواحد.. فى حياة البابا محطات كثيرة، وقد ولد بقرية سلام فى جنوب مصر، والتحق بكلية الآداب ليتخرج فيها، وقد دخل الجيش ضابطاً احتياطياً قبل أن يدخل الكنيسة ليتحول اسمه من نظير جيد إلى «شنودة»، وقد كان أديباً شاعراً حكيماً..

لابد من تكريم اسم قداسة البابا بذكر أعماله وسرد أقواله لأنه من أعلام مصر وقادتها العظام، وحرى بنا أن نعزى أنفسنا فيه نحن المصريين لأننا جميعاً فى رباط واحد ولا فرق بين القبطى المسيحى و القبطى المسلم.. رحل قداسة البابا شنودة بعد حياة حافلة تولى فيها قيادة الكنيسة المصرية فى 14 نوفمبر سنة 1971، وفى 17 مارس سنة 2012 فارق الدنيا لتبكيه مصر بأسرها وقد قدر له أن يشهد ثورتها ويعضدها ليبقى حياً فى قلوب المصريين امتداداً لمسيرة حافلة لرجال عاشوا فى قلب مصر وضميرها.

 مستشار قانونى - بنها

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية