x

حتى لا نكون أقل من الهند

السبت 17-03-2012 08:00 |

لقد وقعت الواقعة وتم رفع حظر السفر عن الأمريكان المتهمين فى قضية التمويل الخارجى، وهبطت الطائرة الأمريكية فى مطار القاهرة لإجلاء رعاياها المتهمين فى القضية، وذهب كل طرف عندنا يلقى المسؤولية على الآخر، ولكن بعد هدوء العاصفة يجب ألا نبكى على اللبن المسكوب!! ولتكن لنا عظة وعبرة فى تاريخ الدول التى لها علاقات مع الغرب، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.. هناك قصة قد تكون ذات معنى ومغزى، حدثت فى ثمانينيات القرن المنصرم مع دولة الهند، ترتبط بحديثنا عن السيادة فى اتخاذ القرار!!..

 ذات يوم كانت حكومة الهند تنتظر دخول السفن الأمريكية المحملة بالقمح إلى موانيها على أحر من الجمر، فتعدادها ضخم ومخزون القمح لا يكفى، وجاء السفير الأمريكى إلى مقر رئيسة الوزراء (انديرا غاندى) يطلب منها بعض المطالب التى تتعارض مع جزء من السيادة الهندية والإرادة الوطنية، وإذا بأنديرا غاندى تطلب من السفير الأمريكى أن يبلغ حكومته بأن الهند أمرت بإعادة سفن القمح إلى حيث أقلعت من الموانئ الأمريكية!! بوغت السفير، وأصابه الذهول من تصرف تغلب فيه الحاجة على الرفض، ولكن السفير وحكومته أصابهما الذهول والدهشة، إذ أصبحت الهند بعد عام من تلك الواقعة دولة مصدرة للقمح!!

 ختاماً: بعد ثورة 25 يناير أعتقد أن عصمتنا أصبحت بأيدينا، وصوتنا من نحرنا، وأرواحنا بيد بارئها.. فهل نكون أقل من الهند فى السيادة، ونقول يوماً لا للمعونة الأمريكية، ونزرع ونعمر الصحراء، ونصبح دولة مصدرة للقمح، نأمل ذلك!!.. أم يكون حالنا كما قال المتنبى:

من يهن يسهل الهوان.. عليه ما لجرح بميت إيلام!

ولك الله يا مصر

عضو اتحاد الكتاب الأفريقيين الأسيويين

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية