«إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» صدق الله العظيم، لقد غير الله ما بشعب مصر من قهر عندما قام شباب فى مصر بتغيير ما بأنفسهم من استسلام ويأس وخنوع، إلى عزة وكرامة وصمود، فخاب ظن من قالوا «شوية عيال بونبونى.. سيبوهم يتسلوا»!
فإذا بشباب مؤمن قوى كسر القيد وهدم سد الخوف الذى بناه الطغاة وبطاناتهم ووزراؤهم عبر عقود نهبت فيها ثروات مصر.. عقود خلفت وراءها شعباً بائساً، شعباً يقتل فى طابور الخبز وأنبوبة بوتاجاز، شعباً يطحنه الفقر والجهل والمرض، عقود انتهت بمصر فى مركز أسوأ رابع دولة فى «مؤشر البؤس العالمى»، الذى يقيس تردى الوضع الاجتماعى فى ستين دولة! لقد تواصل هؤلاء الفتية على الـ«فيس بوك» فكانت بداية ثورة 25 يناير، وكان ثمن هذا التغيير ووقود الثورة حتى إلقاء الجنزورى بيانه الأول فى 31 يناير الماضى، أمام مجلس الشعب: 775 شهيداً و4225 مصاباً، منهم العشرات من شباب مصر، استهدف عيونهم مجرمون من وزارة الداخلية، ومجموعات قتلة من بين 27500 مجرم فتحت لهم أبواب السجون والأقسام لتنفيذ مخطط تهديد «أنا أو الفوضى»!
ومازال القتل والسطو المسلح وقطع الطرق والاختطاف مستمراً! وينسى أكثر الناس أن الله، عز وعلا، عزيز ذو انتقام، يمهل ولا يهمل.. بعد الثورة اختار المجلس العسكرى وزارة هشة معظمها من الوجوه التى اغترفت من الأموال التى أغدقها عليهم النظام الفاسد من الصناديق الخاصة وغيرها، فأسكرتهم نشوة السلطة، فأعمت قلوبهم.. وزراء من نفس نوعية ما قبل الثورة.. وزراء يحيط بهم نفس مديرى المكاتب، ونفس البطانة، ونفس الصناديق الخاصة، التى يغترفون منها أموال هذا الشعب المطحون.. إحنا الحكومة!
ربان