يبدأ الرئيس حكمه بوعود لا حدود لها لمواطنيه، ثم يبدأ المرض اللعين الذى ينخر فى عظام بعض الرؤساء ألا وهو الانفصال!
حيث تلتف حول الرئيس حاشية تغلق عليه أى باب للتواصل مع شعبه، ويعملون على تخويف الرئيس من إجراء لقاءات حقيقية مع الطلاب والعمال وفئات المجتمع (نظراً لدواع أمنية)، فينفصل الرئيس جسدياً عن شعبه ليصبح بالنسبة لهم صورة، ويعوضونه عن ذلك بلقاءات سنوية هزلية ليهتف الحاضرون له ويصفقوا حتى تتورم أيديهم.. ثم يحدث الانفصال الاجتماعى وفى هذه المرحلة تنقطع كل قنوات الاتصال والتفاعل الاجتماعى بينه وبين الشعب، ويتحول هذا الرئيس إلى مهيب الركن (ممنوع الاقتراب والتصوير)..
ثم الانفصال النفسى حيث يفتقد الحاكم الارتياح النفسى لشعبه ويصاب بتضخم هائل فى الذات يجعله يشعر بأنه فوق المساءلة، وأن هذا البلد عزبة الوالد التى ورثها، وأن هذا الشعب خدم معاليه.. ثم يأتى الانفصال العقلى بمعنى انفصال معلومات وأفكار الرئيس عن واقع وأفكار المواطنين، وتتكون معتقدات خاطئة لديه.. ويعد الانفصال العقلى المرحلة الأخيرة التى تنذر بنهاية مأساوية له، وفيها يرسم الرئيس خططاً منفصلة عن احتياجات المواطنين، لا تحل مشكلاتهم الواقعية! كأن يكون هدفه إدخال الإنترنت فى كل بيت فى حين أن رغيف العيش لم يدخل كل بيت، هذا إذا كان لدى المواطن بيت فى الأصل!! ومن هذا المنطلق فإن على كل رئيس أو مسؤول بأى جهة أن يحذر الانفصال عن مرؤوسيه، ويحافظ على أواصر الاتصال الإيجابى السليم بهم.
مدرس بكلية الخدمة الاجتماعية- جامعة حلوان