ربما لا يعلم معظم أبناء وطنى أن سيارتى «الكحيانة» هى أكثر سيارات مصر شهرة، حيث سرقت ثلاث مرات، إحداها قبل الثورة ومرتين بعد الثورة، ولم يكن للشرطة أى فضل فى إعادتها!
وإذا كان محافظ شمال سيناء يمثل رمزاً للقوات المسلحة، فإن سرقة سيارة سيادته تحمل أكثر من دلالة، فضلاً عن التدهور الأمنى! فثمة رسالة تنذر بتلاشى هيبة الجيش فى هذا الجزء من الوطن، ورسالة ثانية لجس نبض القوات المسلحة وقدرتها على الصمود لمواجهة الذين يخططون لإسقاط مصر من مدخلها الشرقى! ورسالة ثالثة تتنبأ بتخلى الوطن عن سيناء نهائياً! وإذا كانت الأعمال بالنيات فإن الأحداث الحالية تؤكد أن نوايانا كاذبة مخادعة، فالمجلس العسكرى يخشى المحاسبة بأثر رجعى ويعمل وفق ذلك!
ومعظم القوى السياسية تتصارع على كعكة المكاسب والمناصب وتعمل وفق ذلك! أما النوايا الصادقة فهى لأطراف أخرى، فإسرائيل تخطط دائماً لأن يكون جارها المصرى منشغلا بهمومه الداخلية وتعمل وفق ذلك! وشياطين الإنس أتباع «اللهو الخفى» يعشقون الصيد فى المياه العكرة، ويعملون وفق ذلك!
كفانا عبثاً بالوطن وتفريطا فى سيناء الثغر الشرقى لعظائم الأحداث منذ فجر التاريخ، فالحروب وتشكيل الخريطة يبدأ منها، والاستقرار وهيبة الدولة تلوح منها، فضلاً عن التنمية وتأكيد السيادة!! والسؤال الكبير هو: هل سيعود الجيش مسيطراً كما كان لتحقيق «السيادة الكاملة» على سيناء؟ إننا لا نراهن على ذلك فقط، وإنما نتمنى أن يقبض الجيش على زمام الأمور فى مدن «الأطراف» بقوة وللأبد!