يبقى العزيز ويفنى كل من فيها سبحانه خلق الدنيا وينهيها
يأتى الخريف على الأشجار جردها من حسنها فبدت منها مساويها
والنقص يفترس الأقمار إن ظهرت حال الكمال تعالى الله باريها
والموت ينشب فى الأرواح أظفره يوم النشور يد الرحمن تحييها
هلا عملت ليوم الموت مكرمة؟! أم تنسينك أهواء تناجيها؟
أم هل حصونك عند الموت مانعة؟ كلا فروحك أخراها لمنشيها
كل يموت وخير الناس أسرعهم موتاً فيا باكياً هل صرت تدريها؟!
يا ضاحكاً ملء فيه الموت مرتقب يا من تشيد فى الدنيا مبانيها
مات الألوف وما أنهوا لهم عملاً! وتلك موعظة للمرء يعنيها
أين الملوك؟ ومن سادوا أكاسرة؟ صاروا رماداً وريح الشرق تذريها!
دنيا الهوان ولو كانت معظمة لكان ربك بعد النشر يربيها
نحن المعزين قد تأتى منيتنا قبل الجنازة ندفن جنبه فيها!
يا صاحبى لا تؤمل فى البقاء بها أرض القدير وأما النفس فاعصيها
بشق تمرة الرحمن يرحمنا والنفس ذاكرة لله ينجيها
والحزن ليس على المفقود ينفعه أما الدعاء مع القرآن يعليها
نعم التصدق من حل ولو صغرت أجر التصدق يسعدها يواسيها
فى ذمة الله إخوان لنا ذهبوا فالنفس تمضى وذكرى الخير تبقيها