رحل جلال عامر، الذى حمل القلم فى محاربة الفساد بجميع أنواعه، كما حمل السلاح فى معركة أكتوبر المجيدة.. حتى اللحظات الأخيرة كان مشاركا، وقد هاله أن يرى بعض الشباب يتقاتلون.. تميزت كتاباته بالنقد الساخر من خلال مقالاته التى تكاد تلمس فيها معانى الكلمات بيديك، إنها أشبه بالأبعاد الثلاثية!!.
لم ينحز إلى أى حزب، وكان انحيازه لمصر وشعبها، وإيمانه بثورة 25 يناير، وحتمية انتصارها مهما يحاك ضدها، وخوفه عليها من خطفها وسرقتها، رحيله المفاجئ أدمى قلوبنا، وخلف الألم لدى محبيه بعد أن كانت مقالاته تدخل البهجة والسرور إلى قلوبنا.. هل كان يشعر بالرحيل عندما كتب عن نفسه «كما ظهرت فجأة سوف أختفى فجأة.. فحاول تفتكرنى»!!
نعم سوف نفتكرك.. لقد رحل الجسد، ولكن ستبقى بكلماتك وكتاباتك وكذلك مواقفك الوطنية يا من أوصى بقرنيته لمصابى الثورة.. جلال عامر الذى تخرج فى الكلية الحربية، درس القانون والفلسفة أحب مصر فأحبه شعبها.. لا نملك سوى الدعاء له بالرحمة.. كل يوم يزول عنى حبيب يا لقلبى من فرقة الأحباب!
القاهرة
