x

حتى لا ننساه.. الفريق الشاذلى فى ذكراه

السبت 11-02-2012 21:00 |

كبير مهندسى ملحمة العبور، قائد عسكرى ميدانى هصور جسور غيور، حفر التاريخ اسمه بحروف من نور، وكلل وتوج سيرته ومسيرته بمفخرة وبملحمة العبور، التى مهما قلنا فيها فلم ولن نوفيها ونكفيها ويكفينا ويكفيها ذخراً وفخراً أنها نهرت ونحرت وقهرت جيشاً قالوا عنه إنه من الجيوش التى لا تقهر، فإذا به يفر ويخر ويترنح ويتقهقر!

وذلك تحت وطأة ملحمة مجدولة بكل مفردات الرجولة والبطولة، قام الفريق الشاذلى ومعه كوكبة من القادة الأفذاذ بترسيم حدودها وتحديد خطوطها وإعداد القوات لاجتيازها وإنجازها، ومهد الطريق لها بقذف جوى بقوة 220 طائرة حربية، انطلقت من 20 قاعدة جوية، وعبرت القناة فى 1.5 دقيقة، ودكت ودمرت 35 هدفاً إسرائيلياً استراتيجياً فى 15 دقيقة، مع تمهيد نيرانى ميدانى بقوة 2000 قطعة مدفعية، وبمعدل 10500 طلقة فى الدقيقة، وتحت مظلة هذه النيران التمهيدية، وحماية المضادات الجوية، هبت عليهم التشكيلات البرية، وهم فى غفلة من أمرهم، فاقتحمت حصونهم، واقتلعت قلاعهم، وشتت شملهم، وقذفت الرعب فى قلوبهم، وقطعت دابر الغرور المكنون فى صدورهم، وجعلت يوم عيدهم يوماً لنحرهم، وأسرت جنودهم ويّا جورهم!

ثم تداعت على كيانهم بتداعيات أقالت وزير دفاعهم ورئيس أركانهم ورئيس موسادهم! ولولا صرخة استغاثة أطلقتها جولدا مائير، رئيسة وزرائهم، والتقطتها مسامع الرئيس نيكسون، ولى أمرهم، لانتهى أمرهم واسمهم ورسمهم!

سيدى الراحل العظيم، برحيلك فى العاشر من فبراير، العام الماضى، رحل عنا قائد عسكرى ميدانى مغوار، لا يشق له غبار، ومن أشهر وأمهر وأكفأ القادة العسكريين فى القرن العشرين، ومن المشهود لهم بقيادة وإدارة العمليات العسكرية بكل مهارة وجسارة وجدارة واقتدار، وهذا ما نطقت به ملحمة العبور المجدولة بكل معانى العزة والمجد والفخار.

سيدى الراحل العظيم، لقد اتهموك بالانكسار والانهيار! ومع أن مثلك لا ينكسر ولا ينهار! وحملوك وزر ثغرة الدفرسوار، وهذا ما سطره الزعيم السادات فى كتابه «البحث عن الذات»، وعندما قمت لإبراء ساحتك من هذه الأوزار أدانوك بإفشاء الأسرار، ووضعوك خلف الأسوار! وكنت لحكمهم من الصابرين، ولظلمهم من المحتسبين، ولقضاء ربك من الحامدين الشاكرين الراضين، وفوضت أمرك لأحكم الحاكمين حتى أتاك اليقين.

سيدى الراحل العظيم، بحكم أننى كنت من شهود العيان لكل هذا وذاك، بحكم الزمان والمكان، أختم مقالى داعياً متضرعاً إلى ربى راجياً أن يطيب ثراك، وأن يكرم مثواك، وأن يخلد ويعطر ذكراك، وأن يجعل الجنة مثواك، وذلك بما قدمت يداك.

عميد مهندس متقاعد

الإسكندرية - المندرة البحرية

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية