رغم متابعتنا السياسية الجيدة لأغلب البرامج الحوارية، فإننا لم نشاهده كثيراً فى برنامجه «فى الممنوع»، ولكن بدأت المعرفة عندما أجرى عملية زرع كبد فى الخارج، وعاد منها بخير، وظهر فى أحد البرامج وكان معافى، فتفاءلنا به خيراً!! لأن أبى كان مقبلاً على هذه الخطوة وإجراء عملية زرع كبد وبدأنا نتابعه يومياً، ونحاول الوصول إليه بشتى الطرق عبر شبكات الإنترنت، أو عبر البرامج التليفزيونية ومحاولات أخرى للاتصال المباشر به للاطمئنان على صحته.. شاهدنا كل برامجه وقرأنا أغلب كتاباته، عاش داخلنا بالكلمة والروح رغم تباعد المسافات.. بدا وكأنه أحد أفراد عائلتنا من كثرة حديثنا عنه، وفرح والدى برؤيته بخير.. كان مهذبا ذا فكر راق عميق، آراؤه ثورية، ولا يخشى فى الحق لومة لائم.. ولكن كعادتها دائماً الزهور الجميلة تذبل سريعاً ولكن عطرها لا ينسى!..
تدهورت حياة مجدى الصحية وكذلك حالة والدى العزيز الذى كان فى مراحل الاستعداد لإجراء العملية وكانت الصاعقة عندما رحل عنا هذا الفارس النبيل، فتوقف القلب عن الخفقان، وتجمدت دموع العيون، واتجهت نظراتنا إلى والدى وهى ترتعش من الخوف، ولكن إرادة الله شاءت ورحل إلى الأحبة فى اليوم التالى مباشرة لرحيل الفارس مجدى مهنا.. هكذا كانت قصتهما التى أنهياها معا، ورحلا فى نفس العمر تماما.. رحمهما الله. ومنذ ذلك الوقت اجتهدت لمعرفته أكثر.. قرأت كتبه ومقالاته واستوعبت آراءه فى شتى الأمور، فأيقنت تماماً أن القدر لا يمهلنا، وأن كل ما هو جميل عزيز يرحل سريعا بعدما يأسر القلوب.. فحرصا على كل ما هو جميل!