ما مرت به مصر منذ ثورة 25 يناير من أحداث جسام تمثلت فيما سمى موقعة الجمل، وما جرى بمسرح البالون، ثم أحداث ماسبيرو، فشارع محمد محمود، ثم وقائع ما جرى أمام مجلس الوزراء ومجلس الشعب، انتهاء بإحراق المجمع العلمى، وما حدث فى مباراة الأهلى والمصرى ببورسعيد، وربما ما هو آت أكبر ويسأل عنه رأس النظام السابق..
والسؤال: ماذا كان يقصد بما كان يقصد بما يروج له «أنا أو الفوضى»؟! أصبح واضحاً أنه كان يرتب على مدار ثلاثين عاماً من حكمه غير الرشيد ليكون سيناريو «أنا أو الفوضى» هو السيناريو الوحيد المحتمل، فقد استطاع أن يخلق جواً من الكراهية السوداء بين الشعب وجهازه الأمنى بممارساته القمعية ضد المعارضين بجميع أطيافهم السياسية والدينية، بل ضد عامة الشعب، فصنع من بعضهم شرائح مأزومة لا تعرف إلا الانتقام الأعمى! وجند عشرات الآلاف من البلطجية (تحت السيطرة) يعملون لحسابه، ثم جعل الدولة تتخلى عن دورها الاجتماعى فى حماية الأسر الفقيرة، فخلق شريحة لم يعرفها الشعب المصرى إلا فى عصره وهم أطفال الشوارع.. كان يخفيهم النظام السابق تحت الكبارى وفى العشوائيات، إلى جانب ملايين العاطلين الذين لم يروا من مصر شيئاً فأصبحوا بلا ولاء ولا انتماء للوطن!!
كل هذه الفئات كان يقوم رأس النظام السابق بتنميتها وادخارها لهذه الأيام، لنرى ما نراه حتى تصدق مقولة «أنا أو الفوضى».. لقد رأيناهم جميعاً يرقصون ويرفعون علامات النصر، بينما كانوا يحرقون قلب مصر فى المجمع العلمى، وجثث القتلى فى ملعب كرة قدم فى بورسعيد، ألا تجب محاسبته؟.. حسبنا الله ونعم الوكيل.
الإسكندرية- المنتزه