x

اللبن المسكوب

الخميس 19-01-2012 08:00 |

لقد بحت أصواتنا منذ بداية الفترة الانتقالية للمطالبة بمجلس استشارى مدنى!

 فهل سيستطيع المجلس المدنى الآن وبعد فوات الأوان، إرجاع الـ28 شهيداً،

 الذين ماتوا فى ماسبيرو لأمهاتهم، وهل سيستطيع إحياء الـ45 شهيداً من شهداء محمد محمود؟ هل يستطيع إرجاع العيون التى فقدت؟ هل سيرد إلى البطل أحمد حرارة، طبيب الأسنان، بصره مثلا؟ هل سيعوض المتظاهرات عن الاعتداء السافر عليهن فى كشوف العذرية؟

 للأسف كل ما سبق خسارة فادحة، نتيجة قيادة خاطئة للمرحلة الماضية! فمثلاً لو سارع المسؤولون بمعاقبة المعتدين على كنيسة أطفيح عند لحظة الاستغاثة بهم، لما كان لدينا شهداء إمبابة والمقطم وماسبيرو، ولما تم حرق كنيستين فى إمبابة،

وهدم كنيسة فى الماريناب! لو قام المسؤولون عن إدارة الفترة الماضية بعزل الضباط المتهمين فى قتل متظاهرى 25 يناير ومحاكمتهم، وسرعة تعويض المتضررين.. لو لم يأمروا بالقبض على الثوار والمعارضين، ولم يسجنوهم فى سجون «عسكرية» ولو وضعوا جدولاً زمنياً «واضحاً» لتسليم السلطة،

 لما كان لدينا شهداء ومصابو محمد محمود! هل يستطيع المجلس الاستشارى إعادة هؤلاء الشباب لحضن أمهاتهم؟ من يعوض أماً تسهر الليالى تبكى وتصرخ على فراق ابنها؟ أماً فقدت كل رغبة فى الحياة، حزناً على فراق فلذة كبدها! من يعوض أباً تسلم جثة ضناه من المشرحة، بعد أن تعرف عليها بصعوبة بسبب الدهس؟ للأسف خسائرنا فادحة وأكبر من خسائرنا الاقتصادية..

 ورغم كل هذا نأمل أن المجلس الاستشارى يستطيع أن ينقذ ما يمكن إنقاذه ويضع نصب عينيه أن ظلم إنسان برىء، وحرقة قلب أم، ودموع أب، أهم من كل أسواق البورصة، وليعلن الحقيقة كاملة دون خوف فى مجزرة ماسبيرو ومحمد محمود..

 لنضىء الشموع، ونضع الورود، تخليدا لذكراهم، ونعزى جميعاً عائلاتهم، ونبكى معهم، ونشعر بآلامهم، ونتعانق جميعاً.. وبعدها فقط نستطيع أن نبدأ البناء، ونحن نذكر أنفسنا بعاقبة القرارات الخاطئة، والسكوت على الظلم!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية