فاكر يا سمير لما كنا صغيرين.. كنا نلعب أولة واستغماية جنب جامع الأربعين.. فاكر يا سمير لما كنا نعطش.. ندخل نشرب من الكنيسة وناكل مع الراهبة تريزة.. ونجرى نلعب تانى وإحنا بنسمع أغانى.. مرة لوديع الصافى ومرة للتلبانى.. ونرجع نعطش تانى وندخل على الكنيسة.. كالعادة واقفة تريزة وماسكة إبريق الميه.. وبروحها السمحة الغالية فرحانة وهى بتسقينا..
ونروح ساعة العصرية أمى وأمك واقفين.. يسألوا علينا إحنا الاثنين ما شفتيش.. سمير يا أم محمد ولا شفتى محمد يا أم سمير.. وفجأة ندخل عليهم الفرحة تبان جوه عنيهم.. مش عارفين نتغدى فين.. تجرى الست أم محمد وتجيب طبقين.. وتجرى الست أم سمير وتجيب طبلية.. حلة كشرى والعدس أصفر من الغالى.. أبو نص أفرنك.. وشوية بامية من إمبارح وطبق اللفت وعلى بصطة سلمنا الغالى إحنا تربينا.. مرة على سرير وليم نايم ومرة فى حضن أم سمير.. ما هى أمى اللى كل ما أشوفها أحس بأمان الليل.. وكبرنا وكبرت خطاوينا وإحنا بسؤالنا لبعضينا.. كبرت أيامنا وحكاوينا وبقينا أخين.. على صدر واحد حنينا الاتنين راضعين.. ييجى سمير جوه الجامع يحضرلى كتاب.. وأروح لسمير عند تريزة فى الكنيسة..
ما أنا عارف سكتها وفاكر ميتها وأحضر إكليل.. وصورنا متصور فيها الشيخ قنديل.. وصديقه الراهب دميان.. وجيرانا ما تعرف مين فيهم مع مين حاضرين.. وصورنا طلعة من الكادر مصرية.. والبسمة والضحكة صافية وبريئة مليون فى المية.. ونروح كلنا مشيين فى العتمة محناش خايفين.. ويعدى اليوم وتيجى أيام وسمير يكبر ويجيب فادى.. ومحمد يجيب محمود ويصيروا أصحاب.. فادى ومحمود الكل يعود من تانى إخوات.. وادى ذكريات الشعب المصرى أبوالحكايات.. ممزوجة عشق وتفانى ومحبة جار.. لو مسلم كان أو نصرانى ما هى مصر عمار.
الإسماعيلية