x

«اللجان الشعبية».. كلاكيت تانى مرة

الأربعاء 18-01-2012 08:00 |

بعد أيام قليلة تحتفل مصر وأبناؤها وشعبها وفقراؤها ومحبو العدالة وكارهو الظلم والظلمة، التى كانت تعيشها مصر قبل اثنى عشر شهراً، بمرور عام كامل على ثورة الخامس والعشرين من يناير، كان من المفترض أن نقول احتفال جميع أطياف شعب مصر، لتكون البهجة عارمة للتخلص من الظلم والاضطهاد، لكن أصبح احتفال العام الأول مليئاً بالخوف والترقب من كل أطياف مصر، حتى أولئك الذين ربما يستعدون للتنغيص على فرحة مصر بثورتها!

هذه الهواجس ربما تكون لها أسبابها الواقعية، وربما لا يكون لها أساس حقيقى، فالذى يقلق الشعب وعامة الناس هو الخوف من البلطجة والترويع الأمنى، تلك الوسائل التى كانت تجرى فى عروق النظام السابق، الذى كان أول من أطلق كلمة إرهاب على المستوى الدولى، لكنه كان هو نفسه الإرهاب الحقيقى لشعبه، يداهن الغرب ويسبغ شعبه بالظلم والطغيان، يتقرب إلى الغرب ويضع بينه وبين شعبه الحواجز والأسوار، ويحاربه فى ثقافته وفكره وعفته ودينه، حتى أذله وجعله كالقطيع، الذى لا ينظر إلا إلى التراب، للبحث عن فتات يكون قد سقط من أفواه الصفوف الأولى!

فالبلطجة التى يخشاها الشعب اليوم هى أحد موروثات النظام المخلوع، وإحدى وسائل الشرطة التى حمت على مدار عقود ذلك النظام السابق، وهى التى عجزت اليوم عن تطبيق النظرية الصحيحة للعمل الشرطى، وهى حماية المواطن واحترامه، لأنه يجب أن يدرك أنه من الشعب.. وابن الشعب.. وفى خدمة الشعب، وهذا هو الالتزام الأول والأخير لهذا الجهاز!

لن يكون الاحتفال الأول أكثر خطورة من الثورة، عندما وصل انفصام الشعب والسلطة أعلى درجاته، والمواجهات إلى أقصاها، والانفلات الأمنى أوجه، عندما خرج البلطجية من السجون، عندما فتحت أبوابها على مصاريعها، فجاءت اللجان الشعبية تحمى أمن المواطن وبارك فيه من نشر فكرتها وعمل على تحقيقها فكانت طوق نجاة للمواطن البسيط.

اليوم أقول إننا لن نكون فى ظروف أشد مما كانت عليه مصر أيام الثورة، لذا فإننى أدعو للإعداد والعمل المنظم «من الآن» وتنظيم «اللجان الشعبية»، ليلتى 24 و25 يناير، حتى يشعر الشعب مرة أخرى بالأمان، ويتفادى بقدر الإمكان ما قد يحدث، ما قد ينظمه أعداء الثورة فى الظلام لتحويل بهجة مصر إلى حزن!

 كما يجب أن تكون هناك خطة واضحة للشرطة والجيش من أجل أن يستتب الأمن فى مصر فى هذه الأيام، وعليهم تعزيز التواجد الأمنى عند مداخل ومخارج المدن، والشوارع الرئيسية، من خلال كتائب متحركة وثابتة لديها استعداد حقيقى للدفاع عن نفسها، وعن مصر وأمنها وثورتها! وبعمل اللجان الشعبية والاستعداد الجيد من قبل الشرطة والجيش يتم تفويت الفرصة على أولئك المغرضين والمتربصين بمصر لإفساد المسيرة الديمقراطية، وجعل قطار الاستقرار فيها ينحرف عن مساره قبل وصوله إلى محطة الأمان، وهذا ما نخشاه جميعاً!

قسم العلوم السياسية - كلية الحقوق بجامعة مدريد - إسبانيا

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية