x

فى ذكرى ميلاد «جمال».. مصر تعبر المُحال

الأحد 15-01-2012 08:00 |

هى الأقدار التى جعلت شهر يناير مبعث السعادة للأمة المصرية، لأجل مفارقة الغمة التى أثقلت كاهلها فى زمن الشدة المباركية!

أتحدث عن ذكرى ميلاد جمال عبدالناصر، الذى ولد فى 15 يناير 1918، لتدخره الأقدار ليعبر بمصر المستحيل فى 23 يوليو سنة 1952، ويقود ثورة عظيمة قادتها إلى الحرية بعد دوام استعمار بغيض .. عاش جمال عبدالناصر حياة قصيرة، كانت تجربته ثرية مثيرة، وقد حوصر بمن يقتفى خطاه ليثبط من عزمه، وقد حاول بناء مصر جديدة، وقد زاد توهجه فى العالم أجمع فى زمن كانت فيه الحرية مستحيلة، وكان الاستعمار هو المهيمن على دول العالم، وكان مصير من يواجهه هو المحاربة لأجل الحيلولة دون التعجيل بالنهار! وقد كان «جمال عبدالناصر» من ضمن مسببات سقوط الإمبراطورية البريطانية، التى لا تغرب عنها الشمس، وقد خرج من حرب السويس قائداً لأمته العربية فى وجه محاور الشر الدولية المتربصة بدول العالم الثالث. وحفلت حياة جمال عبدالناصر بالإنجازات والنجاحات والإخفاقات، كشأن كل البشر ويحسب له أنه قد أخلص فى حب بلاده حتى الرمق الأخير!

رحل جمال عبدالناصر فى 28 سبتمبر 1970، ليدوم الخريف العربى حقباً طويلة، ويأتى يناير 2011 حاملاً البشارة للدول العربية، فقد بدأت مقدمات الربيع العربى بانطلاق ثورة الياسمين فى تونس، وبعدها بأيام قلائل يشهد يناير ميلاد «الأمل» فى مصر، وقد عبرت المستحيل على يد شباب ثائر نقى قادها إلى رحيل دولة الظلم، ليصبح 25 يناير هو البشارة التى أثلجت صدور مصر الأبية، لتبدأ مرحلة جديدة لأجل التخلص من آثار تجريف منظم لمقدراتها وسط ظلم وبوار على يد نظام حكم مستبد، فى ذكرى ميلاد جمال عبدالناصر مازال مقعده شاغراً فى أيام لا يعلم إلا الله منتهاها، ولسان حال مصر ينطق بما كتبه نزار قبانى فى أعقاب رحيله، قال: كرسيك المهجور فى منشية البكرى.. يبكى فارس الأحلام.. والصبر لا صبر له.. وساعة الجدار من ذهولها ضيعت الأيام.. يا من سكنت الوقت والأيام!

المحامى - بنها

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية