x

مواصفات رئيس

الأحد 15-01-2012 08:00 |

حين سأل الصحفى الراحل عبدالستار الطويلة الرئيس السابق أنور السادات: لماذا اخترت حسنى مبارك نائباً لك؟ أجاب قائلاً: لأنه ليس له فى السياسة، وبياكل كويس، وكمان عشان هو منوفى!. ورغم عدم الجدية الواضحة فى إجابة «السادات»، إلا أن إجابته تنطوى على جزء كبير من الحقيقة! فها هى الأيام أثبتت أن الرئيس السابق مبارك لم تكن بينه وبين السياسة أى علاقة أو معرفة، وقد استطاع خلال ما يقرب من ثلث قرن من حكم مصر أن يفرغها من أى مضمون سياسى أو أخلاقى ولم يستطع أن يرتفع إلى مستوى المنصب الأهم، ويكون على مستوى المسؤولية، فتعامل مع المنصب على أنه استراحة نهاية الخدمة، وأنه سلطان بلا مسؤوليات، وهيلمان بلا أعباء، ومغنم بلا مغرم، وأثبتت الأيام أيضاً صدق مقولة «السادات» التى لم يكن يعنيها بمعناها المجازى، وهى أن حسنى مبارك بياكل كويس! فقد استطاع مبارك وعائلته وأتباعه أن ينقضوا بشراهة على المائدة المصرية، ويفرغوها مما عليها دون أن يتركوا لأهل البيت حتى الفتات!.

لقد ظلم السادات مصر حين عاقبها باختياره لمبارك خليفة له دون أن يبذل الجهد المناسب فى الانتقاء والاختبار، وظلم أيضاً مبارك وورطه فى منصب ليس مؤهلاً له على الإطلاق، وقد كان أقصى أحلامه أن يصبح سفيراً فى لندن أو رئيساً لأكاديمية الطيران، وهو الرجل الذى عاش عمره ليس له فى السياسة، ولم يخرج فى مظاهرة، أو يقرأ كتابا، بل هو مجرد ضابط فنى اهتماماته لا تتعدى حدود أسرته وأبنائه، ليجد نفسه فى أكبر منصب سياسى فى دولة يتعاطى أهلها السياسة أكثر مما يتعاطون الأسبرين، فاختلط عليه الأمر، واستسلم لهواه وغرائزه وأطماع زوجته وأبنائه، والتف حوله مجموعة من الأشرار المحترفين، الذين قرأوا الرجل وعرفوا إمكاناته المتواضعة، وأحلامه العصفورية، وقدراته الهزيلة، وفساده الفطرى، وعناده الطفولى، فأسروه فى مصيدة الجهل والغرور والفساد!

وأسروا مصر فى قمقم من القمع والظلم والتجويع، ولم يكن يدور فى خيالهم أن نهايتهم ستكون بهذا الشكل الفاضح والمزرى، وأن الشعب البسيط المتسامح قادر على أن يزلزل الأرض تحت أقدامهم!

وهكذا ظلمنا السادات بفرمان فردى، وأعطانا أيضاً درساً قاسياً بأن الديمقراطية هى الأمان، وأن قرار الفرد مهما بلغت حكمته يؤدى إلى المهالك.. الآن نحن فى حاجة أن نختار بعناية وحرص وتدقيق، وألا نسمح لأنصاف الموهوبين، وأنصاف الأمناء أن يحكمونا فنحن فى حاجة إلى رئيس سوى وأمين، وله فى السياسة، ومبياكلش كويس، وأيضاً لا يكون منوفياً!

مستشار إعلامى - أسيوط

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية