x

«واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»

الجمعة 13-01-2012 08:00 |

على مدى أربعة عشر قرناً من الزمان استطاع المصريون خلالها أن يحافظوا على حقيقتين:

الأولى - الإيمان المتعدد مسيحياً وإسلامياً.. والثانية - العيش الواحد مصرياً.. وها نحن نحتفل جميعاً مسيحيين ومسلمين بعيد الميلاد المجيد، ولابد من وقفة مع النفس نحاسب ونتعاهد بأن تكون الأيام المقبلة مختلفة اختلافاً كاملاً فى السلوك والنظر للمستقبل، والتسامح والمحبة، والبعد عن التطرف بكل أشكاله، ويكون الجميع يداً واحدة فى حب مصر..

لقد غنت الملائكة وقت ميلاد المسيح «على الأرض السلام»، وما أعظم من كلمة «السلام».. فمصر الأزهر الشريف الكاتدرائية المرقسية، وإن كانت هناك هزة طفت على السطح من نفوس ضعيفة تحاول أن تفرق بين أبناء الوطن الواحد، فهل يعلم الجميع أنه جاء بالقرآن الكريم: «إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون».. وأيضاً: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة».

ووصف القرآن الكريم المسيحيين بأنهم ذوو رأفة ورحمة «وقفينا بعيسى بن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا فى قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة».. وليعلم الجميع أن قانون الإيمان المسيحى مطلعه: (بالحقيقة نؤمن بإله واحد).. والسيد المسيح نفسه يوضح هذه العقيدة الإيمانية بفمه الطاهر عندما سأله أحد اليهود عن أعظم الوصايا فأجابه: إن أولى الوصايا هى: اسمع يا إسرائيل (الرب إلهنا رب واحد).. صدقونى لن تؤثر فينا هذه الهزات، فالوحدة الوطنية قوية ومصر للجميع.. مصر لكل أبنائها لا هى مجتمع الأقلية أو مجتمع الصفوة أو الطائفية.. فالمسيحيون فى مصر يعيشون إخوة للمسلمين منذ مئات السنين، وليس للمسلمين أو للمسيحيين وضع مميز، هم قبل كل شىء مصريون.

ويمر بلدنا الحبيب مصر الآن بمرحلة غالية علينا جميعاً، والكل خلف ثورة 25 يناير مؤيد، وما يحدث من هز للثقة وزلزلة وحدة المجتمع سرعان ما ينطفئ بتلاحم أبناء الوطن الواحد.. وأذكر بكلمات قداسة البابا شنودة «إن مصر ليست وطناً نعيش فيه وإنما وطن يعيش فينا».

وأذكر من أبيات الشعر: مصر حبيبة كل حبيب.. مصر هلال وف حضنه صليب.. مصر الأم هلال وصليب.. وبتتصدى لأى غريب.. تعمل إيه الفتنة فى شعب.. أهل وعيلة وعشرة وحب.. مصر يا وحدة وشعبك عمره ما كان شعبين.. بين أحضانك شفت هلال وصليب عايشين!

فليعلم شعب مصر أن أعداء الوطن يتربصون بنا جميعاً.. لا تنصتوا إليهم، واعلموا جميعاً أن المسلمين والمسيحيين توأمان من قديم الزمان لا ينفصلان ولا ينقسمان ف«اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)».

عضو المجلس الملى

ورئيس الجمعية الخيرية القبطية بالمنصورة

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية