هل تذكرين أننى يا حبيبتى.. قلت فى هواك أعذب الكلمات.. وقلت إنى فى هواك سأبذل.. سنين عمرى ومهجتى وحياتى.. فقيل إنى فى هواك أسلك درب الكلام وسكة الشعارات، وقيل إن القلب دوماً فى الهوى.. يتقلب فى أغلب الأوقات.. فأتى الأوان لعمق حبى أن يفى.. كل الوعود وأصدق النيات.. فهذا عمرى به أجود لأنقذك.. من كل ضيم الموت والسكرات.. فهيا عودى للحياة حرة.. فى ثوب عز وبردة الملكات.. واصعدى إلى العلاء بسلم.. أدراجه من جثتى ورفاتى.. وتخضبى من لون دمى وانقشى..
فى سيل دمى أجمل العلاقات.. ومن ترابى اكسى أرضك لتطأ.. أقدامك على أمهد الطرقات.. ودسى فى قبرى أنيق ما مضى.. من كل دمع الفجعة والحسرات.. وتطلعى لعهد آت بالأمل.. وبكل بشر فى طلة النظرات.. فيه رحم الظلم شاخت وذبلت.. وجف ماؤها إلا من قطرات.. وفيه على كل غدر وشكا.. من الآلام وشدة السكرات.. وفيه بحار الخيانة تبخرت.. من لهب شمس عالية السعرات.. وفيه هجت كل أطيار الدجى.. وتبعثرت أوكارها فى لحظات.. وفيه أطيار الصباح ترنمت.. لفجر لاح بأوضح الومضات.. وفيه أزهار الربيع تفوحت.. بطيب يمحور روائح النفايات.. دمت يا بلدى فى العلاء عظيمة.. تنعم خطاك بوافر الخيرات.. لك يا إلهى كل حمد فأمرك.. حقق محالاً فى أبعد الخيالات.. فلولا يا بلدى مشيئة قادر.. قدراته من أعظم القدرات.. ما ألف بين القلوب فى حبك.. منفق يجود بأكبر النفقات.. وما صنع فيك الأحبة بحبهم.. آيات فوز وأروع انتصارات.. وما هوت فيك عروش راسخة.. تتعمق أوتادها فى ثبات.. وما رمت فيك النجوم أبالسة.. بلغ طغاها ذروة السموات.. وما روت فيك الدماء الطاهرة.. ظمأ الأراضى العطشى من سنوات.. ولم أنل أنا الشهادة وأنعم.. من بعد موتى براحة الجنات.
