بمناسبة التفوق الأول لحزب الحرية والعدالة استضاف وائل الإبراشى فى برنامجه «الحقيقة» على قناة دريم، دكتور محمد مرسى، رئيس الحزب، الذى ظل على مدى ساعتين يؤكد عدم استخدام حزبه للدين فى الدعاية أو المنافسة الانتخابية، ويؤكد أن توجه الحزب إصلاحى وطنى وليس دينياً!!
إلا أنه فى نهاية البرنامج ألقى وائل الإبراشى على مسامع الضيف تصريحاً لأحد مرشحى الإخوان فى بعض الدوائر قال فيه «أيها الإخوان إن المعركة مازالت دائرة فى الميدان، فلا تبرحوا أماكنكم يارماة الجبل». فضحك محمد مرسى سعيداً بما سمع ولم يعلق!!..
وتشبيه المعركة الانتخابية بمعركة أحد، حيث الإخوان هم المهاجرون والأنصار تحت لواء الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومنافسوهم من سائر القوى السياسية هم كفار قريش يفصح عن فهم مخيف للعملية الانتخابية وأنها طريق انتزاع الحكم من الآخرين، ومن ثم الاحتفاظ به بعد ذلك والذود عنه بكل وسيلة.. فالإخوان بمنطق أحد مولاهم الله، والآخرون لا مولى لهم، ومرشحو الإخوان فى الجنة وسائر المرشحين فى النار!!..
كنت أنتظر من زعيم الحرية والعدالة بدلاً من أن يضحك سعيداً بما سمع، وهو ما ألقى فى روع المشاهد بموافقته عليه!. أن يرفض هذا التصوير الحربى الدينى النبوى للانتخابات، ويستبدل به تصويراً دنيوياً بشرياً آخر لها، كمباراة رياضية مثلاً بين إخوة ورفاق، فيتمنى على زميله الإخوانى لو أنه قال «أيها الإخوان المباراة مازالت دائرة فى الملعب، فانتبهوا فالأهداف تأتى فجأة»!!
لكان من شأن هذا التدارك أن يضفى مصداقية على كلام دكتور مرسى طوال الحلقة، لكن سعادته البالغة بالعبارة هتكت ستره السياسى، وصدق الإمام على إذ قال «ما أضمر رجل شيئاً قط إلا ظهر فى صفحات وجهه وفلتات لسانه»!!
