لكل أمة مرجعية فى بناء الدولة، وهذه المرجعية ثابتة لدى المصريين، لم تتغير عبر الزمن، ولن تتغير، وهى «المرجعية الوطنية»، التى تشكل وجدان الشعب المصرى، والتى يستمدها من القيم الدينية والقيم الأخلاقية والعادات والتقاليد، والموروث التاريخى والحضارى، ومن المرجعية الوطنية استمدت مصر قدرتها على البقاء عبر الزمن وفى المكان، بعبقرية لم يشهد التاريخ الإنسانى لها مثيلاً، مصر هى مصر منذ ما قبل التاريخ، وستظل بنسيجها الوطنى المتآلف والمنسجم والمتماسك، ولن يتنازل المصريون عن المرجعية الوطنية.
قد تتغير حركة التاريخ ولا تتغير مصر، نعم لكل مصرى مرجعية دينية إسلامية أو مسيحية تحكمها قيم أخلاقية مستمدة من الدين ومن العادات والتقاليد، ولمصر تاريخ تباهى به الأمم، ولها حضارة راسخة مصر الفرعونية والقبطية والإسلامية، حكمها الرومان والمماليك والعثمانيون واحتلها الإنجليز، وذهبوا جميعاً وبقيت مصر الحرة، ستظل بالمرجعية الوطنية التى يعرفها الفلاح المصرى الفصيح، الذى علّم البشرية الزراعة، ويعرفها العامل المصرى الذى بنى وشيد وعمر وأبهر العالم، ويعرفها العالم المصرى الذى سلم الراية من جيل إلى جيل، يحملها الآن زويل والباز وغنيم وغيرهم، ويعرفها الجندى المصرى خير أجناد الأرض.
