أثار نشر السيرة الذاتية لـ «ايفا براون» رفيقة الزعيم النازي «أدولف هتلر» ضجة كبيرة في ألمانيا، بعد أن كشف كتاب الجديد عن الشخصية الحقيقية لها، ليدحض الصورة التي كانت سائدة عنها والتي مثلتها على أنها مجرد عشيقة لـ «هتلر» لا علاقة لها بما كان يحدث على الساحة السياسية والعسكرية في ألمانيا.
تقول كاتبة السيرة «هايكه جورتميكر» إن «براون» التي كان عمرها 17 عاما عندما التقاها الحاكم النازي في ميونيخ عام 1929 وتزوجت منه قبل يومين من انتحارهما لم تكن المرأة الخنوعة اللطيفة كما وصفت غالبا في الأفلام الوثائقية والكتب.
وأضافت: "الناس دائما ينظرون اليها على أنها مجرد امرأة لطيفة وقعت في حب وحش لكنها في واقع الأمر لعبت دورا مهما في الدائرة الداخلية لهتلر". وأوضحت: "لا استطيع أن أقول أنها أثرت في القرارات السياسية لكنها لم تكن سلبية".
وتصف «جورتميكر» كيف عملت «براون» مع «هاينريخ هوفمان» مصور هتلر وكيف دربها، وخلال تلك الفترة ، التقت «براون» مع الزعيم النازي الذي كان عمره 40 عاما في ذلك الوقت. واستغل «هوفمان» علاقة «براون» للحصول على لقطات خاصة للديكتاتور لأن هتلر النمساوي المولد سمح لها بالتقاط صور بل حتى صنع أفلام له.
وقالت «جورتميكر» أمام مجموعة من الصحفيين الأجانب في برلين "إنها باعت صورها لـ«هاينريخ هوفمان». وتابعت "لقد صنعت أعمال خاصة لها في هذه الدائرة الداخلية". وسأل الصحفيين «جورتميكر» التي عكفت لسنوات في انجاز أول سيرة أكاديمية لـ «براون »عما إذا كانت وجدت أي أدلة على أن «هتلر» و«براون» كان لديهما أي نوع من العلاقة الجنسية لأن هناك شكوكا حول ذلك في الأفلام والكتب.
فقالت «جورتميكر» "هذا دائما هو السؤال الكبير لكن للأسف الشديد «هتلر» لم يترك لنا أي دليل".، وأضافت في ابريل نيسان 1945 عندما اجتاحت القوات السوفييتية برلين كان «هتلر» و«براون» متزوجين، وفي وقت لاحق بعد اقل من يومين، انتحرا. وأشارت «جورتميكر» إلى أن «براون» ساندت «هتلر» في قراره بقتل نفسه كما يتضح من رسائل كتبتها، حيث كتبت في أخر رسالة لشقيقتها تطلب الاحتفاظ بجميع الرسائل وغيرها من المراسلات بينها وبين «هتلر» حتى يعرف الناس علاقتهما.
وقالت «جورتميكر» "كانت براون تريد أن تعيش في التاريخ " لأن سيطرة النازية على الإعلام يعني أن الكثير من الألمان لم يكونوا على علم بوجود «براون» حتى بعد انتهاء الحرب.