كان اتصال الرئيس السابق حسنى مبارك تليفونياً بالوزير الدكتور أحمد درويش، هو الاتصال «المباشر» الأول! فعادة تدور المناقشات معه فى الاجتماعات الوزارية الموسعة! وعاتب الرئيس د. درويش لإرساله الدراسة الخاصة بأسباب الفساد ودوافعه إلى بعض الصحف، وكانت بعنوان: «الأطر الثقافية الحاكمة لسلوك المصريين واختياراتهم.. دراسة لقيم النزاهة والشفافية والفساد»، وعلق مبارك بأن الإعلام يحتوى على قمم الفساد فى المجتمع المصرى، وأخذ يعدد له بعض الأسماء ذاكراً تفاصيل فسادهم!! وعلق د. درويش بأن الدراسة تمت بأساليب علمية متفردة، وهى الأولى فى مصر والشرق الأوسط، من حيث تناول الموضوع والمنهجية والحجم، وأن غرضه أن تتضافر الجهود من رجال الدين وعلماء الاجتماع والمسؤولين والصحافة، لوضع حلول وبرامج فعالة لمكافحة الفساد، ولقد علمت بما سبق من د. درويش خلال حديث تليفونى فى أواخر فبراير الماضى عقب الثورة، حينما اتصلت لأناقش معه التصويت الإلكترونى، فزاد يقينى بأن مبارك يعلم تفاصيل فساد وانحراف الكثيرين، بل إبقاؤه على أحد المرتشين - الذين ذكرهم - فى الإعلام الحكومى، يعنى ضرورة محاكمته بتهمة «الفساد السياسى»، وهى تهمة لم توجه له حتى الآن.. عجبى!!
