كتبت قصة، لم أكتبها بريشة طاووس.. تلقفها العسكر فى مجلسهم، فسروا للوالى كل سطر وكل كلمة وكل حرف! وأنها لم تكتب بقلم، بل بأصابع ديناميت، كيف تجرأت ولم أدرج اسم الوالى ضمن الأسماء (الخمسة) ولم أمجد أفعاله وأسقطها من (الأفعال الخمسة) كتبت عن (المعتل) و(المفعول به) و(المتعدى) وأن عسكر الوالى تضرب.. باسم (الآلة) بدون (تمييز) لا تعرف هراواتهم حروف (العطف) لا يحدها ظرف (زمان) أو (مكان)، فى سعار يشتتون (الجمع السالم) إلى (جمع تكسير)، يسوقون (بحروف الجر) كل مناهض إلى بلاط الوالى (مجرداً) يتوعدون كل محتج (بالمزيد) فيلين لهم كل (جامد) ويُدمى لهم كل (مشتق)، ضمائرهم دوماً (مستترة) يسندون أفعالهم إلى (المبنى للمجهول)، يوارون عن الوالى (حروف العلة) ويحجبون عنه (واو الحال).. أقسمت (بلام القسم) أن أنشر قصتى وتوزع على الملأ ردتها المطابع.. بأنها ممنوعة من (الصرف).
