الأمانة أعظم وأنبل صفات المؤمن الحق، فليس كل شخص قادراً على حفظ الأمانة وتحمل المسؤولية الموكلة إليه «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً».. والظلم والجهل يأتى حينما يفقد المرء قيمة الأمانة ويبددها هباء، ويسير ضد مصلحة الوطن والمواطنين، وأغلبهم من البسطاء والعامة «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».. ومن هذه الأمانة العظمى أمانة القيادة، والمسؤولية فى الأماكن، سواء كانت تلك الأماكن مؤسسات اقتصادية، أو هيئات اجتماعية، أو وظائف إدارية، أو كانت جهة تشريعية منوطة بمصالح الدولة والعباد.. ومع دخول معترك الانتخابات البرلمانية البعض ربما ينظر إليها من منظور الوجاهة الاجتماعية، ولا يعى حجم المسؤولية العتيقة التى تعلق فى عنق نائب الشعب.. تلك الأمانة العظمى التى ينتظرها ملايين المواطنين، سواء فى دائرته أو للبلد، فهو مصدر تشريعى مهم، دوره الأساسى سن القوانين التى تنظم عمل الدولة والحكومة، والرقابة على أدائها، ووضع جميع الأمور الإدارية والسياسية فى نصابها الصحيح، وأن يتقى الله فى تعاملاته مع مؤسسات الدولة، وأن تكون تلك التعاملات فى سبيل خدمة المواطنين وحماية حقوقهم المشروعة «ومن كان فى عون أخيه كان الله فى عونه» ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.. الدور الذى يتعين على النائب القادم هو أن يكون جديراً بما يوكل إليه، وأن يكون ذا شفافية ونزاهة ومحل تقدير الناس قولاً وعملاً لتحمل الشرف الثقيل، فطاعة الله قبل أى شىء، وحقوق الناس ومصالح الوطن وسام على صدره، وليتهم يفقهون قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، «إن لله رجالاً اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم إلى الخير وحبب الخير إليهم، أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة»، كفانا شعارات ما قبل الثورة الجوفاء، وخداع الناس للحصول على الكرسى بنظام ميكافيلى برجماتى.. فالكراسى لا تدوم، واسألوا زبانية العهد البائد.. كيف أذلهم الله بقدر عبوديتهم للكرسى.. كل ما أتمناه من الله أن يتم الاقتراع الشعبى الحالى والقادم للمجالس النيابية فى هدوء، وأن يحفظ الله مصرنا من كل سوء، وأن يحمى الثورة حتى تحقق أهدافها.