أعتقد أنه قد آن الأوان، إن لم يكن قد تأخر، لرحيل حكومة الدكتور «شرف»! حيث فشلت حكومته فشلاً ذريعاً فى أن تقدم، أو تحقق ما نادت به جماهير الثوار! كما فشلت حكومتا «شرف» المتتاليتان فى إجراء حركة تطهير لجميع أجهزة الدولة، وجميع الهيئات والمؤسسات الحكومية من قيادات الحزب الوطنى المنحل.. ولم تقم بإصدار المرسوم المناسب لاستبعاد من أفسدوا الحياة السياسية بسبب انتمائهم للحزب الوطنى، والمشاركة فى إفساد الحياة السياسية!!
ولم تستطع حكومة «شرف» تحقيق الأمان للمواطن.. كما فشلت فشلاً ذريعاً فى عودة الانضباط للشارع المصرى، وتأخرت حكومة «شرف» كثيراً فى تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية، فلم يتم حتى الآن تطبيق الحد الأقصى ولا الحد الأدنى لرواتب العاملين بالدولة.. ومادام الوزير فى حكومة «شرف» يتقاضى ثلاثين ألف جنيه على الأقل.. فكل شىء عال العال.
ولم تكترث الحكومة بمطالب الثوار الخاصة بالهيئات القضائية، وتركت الباب مفتوحاً على مصراعيه فى تعيين أعضاء الهيئات القضائية بالقواعد والنظم نفسها التى كانت سائدة أيام مبارك!
وفشلت حكومة «شرف» فى أول اختبار حقيقى لها أمام التسلط والجبروت الإسرائيلى، ولقد كشفت الممارسات السياسية للخارجية التركية عورات أداء وزارة الخارجية فى الحكومة المصرية.. وحققت حكومة «شرف» صفراً جديداً فى مونديال حماية السفارة الإسرائيلية، وفى حماية وزارة الداخلية، ولم تنجح الحكومة فى أن تفرق بين الصرامة والتسيب، كما لم تفرق فى المعاملة بين الثوار والبلطجية!
أقترح على دولة رئيس الوزراء وصحبته الكريمة أن يتركوا مناصبهم، ومن الأكيد أن مصر الثورة غنية برجالها ونسائها، وأعتقد أنه من مساوئ حكومة «شرف» أنها أعادت إلى الأذهان «قانون الطوارئ» مرة أخرى، وكأنه العلاج الشافى لتحقيق التعافى!
أستاذ بكلية الطب جامعة طنطا