بدأت الدراسة وستدخل الأسرة المصرية ككل عام مفرمة الثانوية العامة، ونشاهد ونقرأ الكثير عن إغماءات وبكاء وعويل وانتحار للطلبة ولأولياء الأمور!.. والحقيقة التى يجب أن نفهمها جميعاً هى أن الثانوية العامة يجب أن تسمى «مسابقة دخول الجامعات» لأنه وبوضوح شديد وبلا لبس عدد الممتحنين «بفتح التاء والحاء» فى الثانوية العامة، يزيد على عدد المقبولين فى الجامعات بفارق كبير!.. وبالتالى ومن المنطقى أن يكون التمييز بين الناجحين راجعاً أساساً للمجموع، وبناء على ذلك، فإن القضية ليست فى سهولة أو صعوبة الامتحان، وليست زغاريد أولياء الأمور عند إجادة أبنائهم فى الإجابة نظراً لسهولة الامتحان!.. وإنما مربط الفرس يكون فى ترتيب الابن أو الابنة على مستوى الجمهورية!.. أى مقارنته بنتائج زملائه فى الثانوية العامة!..
فليس مهماً على الإطلاق أن يحصل طالب على 95٪ فى الثانوية العامة، طالما يفوقه زملاؤه بأعداد كبيرة فوق هذا المجموع، فتكتفى كليات الهندسة والطب والاقتصاد والعلوم السياسية- مطمع كل أولياء الأمور- بمجموع 97٪ وعندئذ ندخل فى متاهة، ويشكو أولياء الأمور بأن ابنه حصل على 95٪ ولم يستطع دخول الكلية التى يرغبها!..
أما فى الدول المتقدمة فهذه المسألة محلولة بأن يكون عدد الناجحين فى نهاية المرحلة الثانوية هو نفسه عدد المقبولين فى الجامعات والمعاهد العليا!.. وبالتالى فكل ناجح سيدخل الجامعة أو المعهد، ويتوقف دخوله إلى الكلية التى يرغبها من عدمه بإضافة بند آخر للقبول، وهو «مقابلة شخصية» مع الطالب مع لجنة منتقاة من أساتذة كل كلية على حدة.. وبهذا نقضى على رعب الثانوية العامة عندنا، ونقلل من الدورس الخصوصية، ونقضى على البكاء والعويل والإغماءات والانتحارات، والخلاصة أن المطلوب إذن هو زيادة عدد الجامعات المصرية، لتستوعب جميع الناجحين فى الثانوية العامة، والبديل هو تقليل عدد طلبة الثانوية العامة بحيث تستقبل الجامعات الموجودة الآن أعداد الناجحين فى الثانوية العامة كلهم جميعاً.. مش كده ولا إيه؟