لم يكن هذا الزمن هو زمن المعجزات، ولكن حدثت فى أواخر هذه السنوات معجزات من رب العالمين لها شكل آخر. فرأينا رئيس العراق صدام حسين وقد وقف على كرسى المشنقة وشُنق أمام العالم أجمع ومرت سنوات.. لنرى شعوب العرب وقد خرجت من قمقم الظلم الذى ظلت بداخله سنوات وسنوات حتى انفجرت وخرجت لتقف أمام كل ظالم لا تهابه ولا تخافه.. بل الظالم هو الذى أصبح يخاف من ثورة الشعوب وتزلزلت الأرض من تحت أقدامهم.. لقد فاق ظلمهم الشيطان..
وأقول لنفسى: كيف يعيش الظالم فى هذه الدنيا؟ هل قد باع قلبه للشيطان فيظل يظلم ويكون أقوى من المارد الذى هو من جنس الجان؟!. وأخيراً أقول للظالم: مهما ظلمت سنوات وسرت فيها كعملاق القوى فاعلم بأن الله يمهلك ولا يهملك، ولأن الأرض هى ملك لله فاعلم أنك ذاهب إلى الفناء، ولكن بأثقال الظلم تحملها وحدك، وتموت وحدك، وتحاسب وحدك، فلن يكون هناك قاض ولا محام ليتقاضى منك الملايين.. وفى الموقف (العظيم) أمام رب العالمين ستتمنى فى تلك الساعة أن تكون تراباً ولكن لن يُستجاب لك!!
العجوزة - القاهرة