فى هذا الزمان قليلاً ما نجد إنساناً طبيعياً يتكلم كلمة حق، أو يقف موقف حق!!.. لا نجد إنساناً عاشقاً للصراحة، أو حتى ينتمى لمجتمع الحقيقة، ولا يقبل أن تكون هناك حلول وسط، ولكن حلول قاطعة!!.. لا يقبل أن يمتلك أساليب مطاطية، ولكن يتبع أسلوباً على خط واحد لا تخترقه كلمة بس، أو لكن!!.. إنسان الموقف بحق قلة فى هذا الزمان!.. كلمة إنسان لا تعنى الرجل فقط بل أيضاً تعنى المرأة على حد سواء.. نحن جميعاً لسنا ملائكة، وإلا ما كنا على سطح الأرض! كلنا إنسان.. منا الصالح وأيضاً الطالح.. كلنا نتمتع بمزايا وأيضاً بعيوب.. ولكن أسوأ العيوب الوسطية، لأنها تجعلنا بلا ملامح!..
الوسطية مطلوبة، لكن فى الماديات حتى نتحلى بالقناعة، لكنها غير محببة فى تركيبتنا الإنسانية، لأننا بذلك نصبح بلا لون أو طعم، وبلا موقف.. نصبح أشباه بشر وأنصاف إنسان، وليس إنساناً كاملاً!!.. ليتنا جميعاً نقف أمام المرآة وننظر لأنفسنا.. ننظر بعمق ونترك المظهر جانباً!.. وننظر لما بداخلنا ونقول لأنفسنا بصوت تسمعه آذاننا حتى يصل عقولنا: «لا أقبل بأنصاف الحلول، ولا أحترم أنصاف الرجال، ولا تعنينى أنصاف النساء، ولا أميل للون الرمادى لأنه دخان!!.. قراراتى لا تقبل الجزر والمد لأننى إنسان.. ومواقفى لا تقبل القسمة على اثنين.. لست حاداً لكنى محدد وحلولى قاطعة.. وليس ذنبى أن بعض العقول تسىء الفهم» حينذاك يمكنك أن تقول.. أنا إنسان.