بادئ ذى بدء أنا العبد لله الفقير أقل شأنا من أن أحكم على قدر علم رجلى دين مثل فضيلة المفتى الدكتور على جمعة والشيخ الحوينى، وما أكتبه هو رأى ليس له علاقة بفتوى أو مسألة دينية على الإطلاق، وإنما بطريقة التعبير عن الاختلاف فى الرأى، وليس دفاعاً عن فضيلة المفتى. لم أكن أعلم الكثير عن الشيخ الحوينى، وكنت فقط أعرف اسمه وشكله من خلال ظهوره فى بعض البرامج أو بعض مقاطع الفيديو على الإنترنت، ولكنى بعد أن سمعت عن الدعوى التى أقامها فضيلة المفتى متهماً الشيخ الحوينى بسبه وقذفه وبعد التجييش الذى قامت به القوى السلفية فى الشارع ضد فضيلة المفتى وتجمهرها حول مقر المحكمة التى تنظر القضية قررت أن أعرف أكثر عن تلك القضية الذى شغلت الرأى العام.
ذهبت إلى موقع اليوتيوب وبحثت عن مقاطع الفيديو التى تتعلق بالرجلين وهالنى ما رأيته من كمية مقاطع تهاجم فضيلة المفتى وتصفه فى عنوانها بصفات عدة مثل (المفتن) و(مفتى الضلالة)، وفى جلها يتحدث الشيخ الحوينى عن فضيلة المفتى، وشاهدت إحداها، وللمرة الثانية هالنى ما رأيت أو بالأحرى ما سمعت من أسلوب وألفاظ يتكلم بها الشيخ الحوينى. من حق الشيخ الحوينى ومن حقى ومن حق كل مصرى أن يتفق أو يختلف مع فضيلة المفتى بل ينتقده ويقدم الأدلة التى تقنع الناس بصواب رأيه، ولكن ليس بذلك الأسلوب وتلك الألفاظ فوجدته فى مقطع يصفه بلفظ (بصمجى)..
أهكذا يكون الخلاف؟ أهكذا يكون النقد؟ انتقد الشيخ الحوينى فضيلة المفتى فى الكثير من الأمور الدينية التى لا أستطيع أنا العبد الفقير أن أحكم فيها، ولكن أحد الانتقادات كان بتبعية الموقع الإلكترونى (الإمام العلامة) لفضيلة المفتى وكيف يسمى موقعه بهذا الاسم. بحثت عن هذا الموقع ووجدت على صفحة (من نحن) أنه تابع لإحدى شركات الإنتاج والتوزيع وهدفه الحفاظ على الإرث الدينى للكثير من علماء الدين الحنيف، ومن بينهم فضيلة المفتى، وهذا للتوضيح وليس للدفاع.
ما معنى أن يتجمهر خمسون ألف سلفى حول مقر المحكمة التى تنظر القضية ويغلقوا الشوارع المؤدية لها ويبدأوا فى إلقاء الخطب الحماسية عبر الميكروفونات؟ هل هذا تأييد أم تهديد؟ هل يستطيع أن يؤدى القاضى عمله بشكل محايد فى مثل تلك الظروف؟ أترك لكم الإجابة.
أخيراً، وخلال بحثى على الإنترنت، وجدت أحد أنصار الشيخ الحوينى قام بإنشاء صفحة لنصرة شيخه الجليل وهدفه تجميع (مليار) توقيع. أحب أن أوجه له سؤالين: (هل تعلم على كم صفر يحتوى المليار؟)، والآخر (انتو كتير أوى كده؟!!) أتمنى أن يتولى هذا الشخص وزارة المالية أو الاقتصاد فى الحكومة الإسلامية القادمة لأنه هينغنغنا مليارات!!
مهندس- الإسكندرية