فى أيام الله المباركة يرفع عباده أكف الضراعة بأن يمن عليهم بالأمن والأمان والاستقرار فى أجواء «عيد الأضحى المبارك»، آملين أن يكون بشيراً للخير فى وقت حرج تمر به مصر بعد ثورة 25 يناير، وقد تحقق لمصر ما تمنته طويلاً، برحيل دولة الظلم البائدة وبقى اكتمال الإصلاح السياسى المنشود، وقد تعثر بسبب التفرق والصخب وكثرة الأحزاب والجماعات، مع تعذر قبول الآخر، وكل هذا على حساب استقرار مصر ليضحى الحاضر مؤرقاً والغد علمه عند الله!
ليترتب على ذلك حزن لا يفارق على وطن عزيز علينا، ما كان له أن يكابد جراء ما يحدث فيه كل يوم، وقد حاد السواد الأعظم من أبنائه عن أمانيه، وقد كان يؤمل أن يكون الكل فى الواحد، وأن تكون مصر فى الصدارة، فإذا بالشيطان يوغر صدور كثيرين، لتتحول مصر إلى جزر منعزلة يعز فيها الاتفاق.. تلك هى النهاية لو لم يتذكر الفرقاء أن أعداء مصر كثر «وأن القادم أسوأ مما كان!!»،
ولابد أن يدرك الجميع أن التاريخ لا يرحم، وأن الله ينتقم من كل جائر فاجر يبحث عن الارتقاء بنفسه لأجل شقاء الآخرين، ومصر لم تكن أبداً من الآخرين، بل هى الوطن الشامخ على مر السنين، وأبداً ماخارت قواها لأنها تستمد قوتها من إله واحد مهيمن ذكر فى حقها فى كتابه «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، وتبقى مصر فى أجواء العيد تبحث عن عيدها المتعثر طويلاً، ويؤمل ألا يطول الانتظار سنين!!
محام- بنها