أذن مؤذن الحج فولى ملايين البشر وجوههم شطر مكة والبيت الحرام، ملبين نداء خليل الله إبراهيم، عليه السلام، مستجيبين لأمر ربهم، جاءوا من كل فج عميق، جاءوا يبذلون النفس والنفيس من النفقات مفارقين الأهل والأوطان طاعة لله، وتشوقاً إليه، ومحبة له، وتقرباً إليه، من أجل هذا قال نبى الرحمة، صلى الله عليه وسلم: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).
فإلى حجاج بيت الله الحرام، إلى من انتقلوا فى رحلتهم المباركة قاصدين بيت الله الحرام، رسالة لهم من قلب محب مخلص لتسعدوا وتهنأوا بمناسككم، فأنتم وفد الله دعاكم فأجبتم، ناداكم فلبيتم، لقد اصطفاكم وشرفكم بالطواف حول بيته الحرام، والتعرض لنفحاته، فهنيئاً لكم فى ضيافة الكريم.
فأنتم يا حجاج بيت الله من اصطفاكم الرحمن لتفوزوا بمنحة الوفادة وسعادة العبادة، فضلاً من الله ونعمة، الذى فتح لكم الباب لتدخلوا منه إليه، فعليكم شكر هذه النعمة، ومن شكرها أن تسعوا إليه بقلوبكم قبل أجسادكم، أن تحسنوا الاعتقاد قبل حسن الأعمال وأن تصدقوا النية معلنين بقلوبكم ولسانكم (لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك لبيك)، أحبائى وإخوانى حجاج بيت الله الحرام عليكم بثلاث: طيب المطعم، وحسن السلوك، والتوبة الصادقة، كى تنالوا المغفرة والجنة وإرضاء الله تعالى فهذا كله جائزة الحج الكبرى.
المستشار
محكمة استئناف القاهرة