استوصى بعض مسلمى «إدفو» بالأقباط خيراً، فقاموا بهدم كنيسة فى إحدى قراها.. ما اهتز ضمير وما تحرك مسؤول كالعادة إلا بعد أن قضى الأمر!..
من يحرق كوخاً أو يهدمه فهو مجرم، ومن يحرق كنيسة أو يهدمها فهو سبة فى جبين مصر كلها.. ما فعله بعض المسلمين فى إدفو فعل عكسه تماماً جدى القبطى المسيحى «عطية بك شنودة» بموجب حجة وقف مؤرخة 19 أكتوبر سنة 1951 ومسجلة برقم 424 لسنة 1953..
أوقف هذا المسيحى مساحة 2 قيراط لبناء مسجد للمسلمين، ثم أوقف معها مساحة فدان و12 قيراطاً للصرف على المسجد وترميمه وإصلاحه، كلما دعت الضرورة لذلك.. بل أوقف أكثر من مساحة منها 10 قراريط لعمل جبانة للمسلمين لدفن موتاهم، منها مساحات أرض فضاء لإنشاء مدارس ومستوصفات بشرط علاج المسلمين والمسيحيين معاً!..
كل هذا بمركز «إدفو» محافظة أسوان.. يمكن للقراء الأعزاء الاطلاع على حجة الوقف بالشهر العقارى بإدفو، وكذا يمكن الاطلاع على حجة الوقف بمحكمة القاهرة الابتدائية الشرعية بجلسة 28 أكتوبر سنة 1951 برئاسة الشيخ عبدالفتاح لبنة رئيس المحكمة، ولم يشعر أحفاده أو ذووه أو المسيحيون عموماً بأن تبرع هذا المسيحى لبناء جامع أو إنشاء جبانة للمسلمين لدفن موتاهم إهانة لهم، فلماذا يشعر المسلمون بأن بناء كنيسة إهانة للإسلام؟..
من الذى زرع فى وجدان المسلمين الغضب والرفض لإقامة المسيحيين شعائرهم الدينية وفى أى ظرف حدث ذلك، وتاريخ الدولة الإسلامية فى أزهى عصورها كان يسمح بوجود الصابئين والمجوس ناهيك عن اليهود والمسيحيين!..
إن كنائسنا ليست مبانى ولن تكون، بل هى بيوت الله، بيوت صلاة وبركة وحضور وتقديس وسجود وطلب سلام ورحمة وغفران، نصلى فيها وندعو من أجل الذين يدعون علينا، فلماذا كل هذا؟.. من الكتاب المقدس للنبى سليمان الحكيم: «إذا رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل فى البلاد فلا ترتع من الأمر، لأن فوق العالى عالياً يلاحظ والأعلى فوقهما».
المحامى بالنقض- أسيوط