لقد طار الشعب المصرى من الفرحة حين قدومك رئيسا لوزراء مصر.. شعرنا بالأمان وكان الشعب كله خلفك وليس ميدان التحرير فقط!! كانت الجماهير الغفيرة على استعداد أن ترى رؤية علمية ثورية للتغيير، برنامجاً ثورياً يبدأ بتغيير فى جميع المناصب القيادية، من خلال أساتذة مصريين قادرين على مساندة الرؤية الشاملة، كان فى ضهرك قوة وحماس واستعداد للموت فى سبيل أن نرى ثورة قرارات حقيقية، وعناداً وإصراراً فى تحقيقها.. أحاط بك دائما أساتذة أجلاء، يعرفون قدر مصر، والتى لن تتقدم إلا بالتعليم الجيد والبحث العلمى القادر على إحداث تنمية حقيقية.. انتظرنا آليات كى تسير الثورة فى مسارات صحيحة، تتمسك بها ووراءك ملايين المؤيدين.. جاء إلى مصر مهاتير محمد، الذى لم يستجب فى فترة بنائه لجماعات الضغط المختلفة ولكنه تمسك برؤيته، بالطبع لم تكن مهمة سهلة، كانت شاقة إلى أبعد مدى، ولكن ما نحن فيه الآن ضاعف الشقاء لما وصلنا إليه من حالة من التيه وافتقاد البوصلة الثورية التى بدأتها بالفعل!!
حينما سمعت محاضراتك الرائعة عن «التنافسية» وأننا لابد أن نضع أيدينا على الطريق ليس بهدف أن ننافس أنفسنا، ولكن أن تجد مصر نفسها بين الأمم قادرة على استعادة عظمتها.. ماذا حدث؟ كان من الممكن أن نفعل كل شىء لتحقيق الخط الثورى المتحضر، قبل أن نرتمى فى أحضان التخلف، الذى بدأ ينمو ويترعرع، ويسقط مدنية مصرنا الحبيبة.. كنت أتوقع أن تقول هذا برنامجى ورؤيتى، ومتمسك بهما ولن أحيد عنهما.. ماذا حدث؟!