واضح من خلال تجربة الفترة الماضية أن النضج الديمقراطى عند أغلبية المصريين غير كامل، بل إن مفهوم الديمقراطية غير واضح! وقد استغل المرشحون لرئاسة الجمهورية هذا الغياب الواضح للروح الديمقراطية عند الشعب وتلاعبوا بمشاعرهم، حتى يكسبوا أصواتهم بأى طريقة شرعية أو غير شرعية! وبعضهم استخدم الوتر الدينى لكسب التأييد حتى بلوغ الهدف فى موقعة صناديق الانتخابات! وهذا لن يفرز لنا قائداً صالحاً لقيادة البلاد، وإصلاح ما فسد على مدى عدة عقود، فلماذا لا يجتمع المجلس العسكرى مع مجموعة من المخلصين الذين لم يكن لهم تعامل مع النظام السابق، وليس لهم أى توجهات دينية محددة ومتشددة، ولهم فكر ناضج، ورؤية مستنيرة، وقلب مخلص للوطن، ويفكرون سوياً فيمن يصلح لهذا المنصب ويلزمونه بقبول منصب «خدمة الوطن»! هذا الشخص المختار حتماً لن يكون له تطلع إلى جاه أو سلطان أو مال.. أعتقد أن هذا سيفرز لنا قائداً حكيماً محنكاً لا يستمع إلى أى من المستشارين الفاسدين.. لا يستمع إلا لصوت ضميره الحى.. يخدم الجميع بالحق.. ويقود الوطن إلى الرقى والتقدم! وأعتقد أنه فى منصب عمداء الكليات ورؤساء الجامعات يمكن تطبيق نفس المنهج.. فكليات الجامعات مليئة بأشخاص زاهدين فى المناصب، ويعملون بكفاءة عالية دون ضجيج.
