لا أرى فيكم بلاغة على.. ولا سياسة أبى بكر.. ولا شجاعة الفاروق عمر.. كلكم تملأون الكروش.. وتكنزون الفلوس بالحنجرة.. وبالثرثرة.. وبالحديث عن النار.. وبوصم الفكر بأنه كفر ودمار.. جميعكم موتى تبعثها الميكروفونات.. تحييها السياسة من بين الأموات.. وحتى الدعوة صارت انتخابات.. يا من تتاجرون بخوف الناس من الله.. هوايتهم التكفير والصياح فى الفضائيات.. يا من تمنحون الجنة مقابل الأصوات.. كل شىء فى الديانة وفى السياسة حلال لكم.. وكأن الله قد كتب الدين بأسمائكم.. وأنزل آياته فقط لحناجركم وأصدائكم.. لا دعوة لا تربية لا منهج.. هى السياسة فقط ما بقى لكم.. كل شيخ له قناة وميكروفون ومريدون.. كل شيخ له حزب وصحيفة ومؤيدون.. يا نابغة الزمان يا من تملك الحل والأفكار.. المختلف معك علمانى والمنافسون كفار.. واليوم توعدنى وغداً تنقض الميثاق.. وتشرعن الظلام وتغلق الآفاق... يريد الشعب حرية مصيره ومصره.. يحب الدين ويحترم أهله.. وأنت تكفر الاختيار الحر.. لأن اختيارك هو صحيح الدين.. إذا كنت مسلماً فأنا مسلم.. ولو أنك مصرى فأنا مصرى.. لو كنت ثورياً.. فمازالت الثورة تجرى فى عروقى.. وثورتى القادمة عليك.. لا حق لك فى احتكار الدين وانتهاز السياسة.. هل فوضك الإله فى أمر الرئاسة؟
باحث سياسى بمركز موارد التنمية
