لدينا الآن فى مصر ثلاثة أنواع من القضاة!!
الأول: من قضوا سنوات يدرسون القانون وأصوله فى الجامعة قبل التحاقهم بسلك القضاء.. هؤلاء يصدرون أحكامهم وفقاً لبراهين وأدلة وقرائن، يحدد على أساسها المتهم من البرىء، والمبدأ الأساسى لديهم هو أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته!!.. والثانى: وهو ما يعرف بالقضاء «العرفى» وهو الذى يساوى بين الضحية والجلاد، والجانى والمجنى عليه، ويجعل من الخصم حكما، وينتهى بفرض غرامات فى الجلسات العرفية، وهو ينتشر فى حالة غياب دولة القانون، أو ما يعرف بالدولة الدستورية!!..
والثالث: هو قضاة الشارع.. وهم الذين يعقدون المحاكمات فى الشوارع والمقاهى وعلى الأرصفة، وينهونها بإصدار أحكام الإدانة بحق أى متهم قبل محاكمته!!.. والسؤال هل نريد قضاء عادلاً شفافاً نزيها، غير خاضع لضغط أو ترهيب أو تحريض، من أى جهة كانت؟ أم نريد قضاء مرتعشاً يضبط بوصلته على ما يأمله الشارع؟..
القضاء هو الحصن الأخير الذى يلجأ إليه المواطنون لرفع الظلم عنهم، أو الحصول على حقوقهم، ولهذا نرجو أن يعود ثوب القضاء ناصع البياض دون أى شائبة، وأقصد النوع الأول «فقط لا غير» ليكون حصناً منيعاً للعدالة.
المحامى بالنقض
أسيوط