سيادة المشير طنطاوى:
لقد منَّ الله عليك فولاك علينا.. أراد المولى أن تمسك بزمام الأمور عقب نجاح ثورة لم تخطر على قلب بشر.. وكان إعلانكم أنكم ستتولون المسؤولية لفترة محددة، حتى تسلموا البلاد لإدارة مدنية تطمئنون إليها- قراراً رائعاً.. دفعنى لأن أكتب عنك فى 18 فبراير الماضى!..
ومرت الشهور وتفاقمت المشاكل، واختلط الحابل بالنابل، ووصلنا إلى الأحداث غير المسؤولة الأخيرة فى جمعة أطلق عليها «تصحيح المسار».. وهو مسمى يعنى أننا نعى الأخطاء، وندرك كيفية تصحيحها.. ونعرف المسار، وأين نحن من الطريق!..
والتصحيح يعنى معالجة الأمر كله، وليس كمن يجرى جراحة فيستأصل الجزء الظاهرى من ورم خبيث، ويترك الباقى يضرب بجذوره فى الجسد حتى يهلكه!! وأصدقك القول أشعر بأن سفينة الوطن تسير حاليا على غير هدى.. تتقاذفها الأمواج، وتهب عليها رياح قوية، بينما السماء ملبدة بالغيوم، وضباب كثيف يغلف الأفق!!
ولأنك حالياً ربان تلك السفينة، فأنا واثق من صدق رغبتك فى العبور بها والوصول إلى شاطئ الأمان.. وعندما تترجل سيذكر التاريخ ذلك بحروف من نور.. ولكن الأمر يتعلق بباقى طاقم السفينة.. أما الركاب فحكاية ورواية.. عموماً بكل الصدق إليك رؤيتى!.