x

عيد الفلاح.. وجمعة تصحيح المسار

الجمعة 09-09-2011 08:00 |


اليوم الجمعة الموافق 9 سبتمبر هو يوم عيد الفلاح المصرى، ذلك العيد الذى كنا نحتفل به فى مصرنا، إما لأن مصرنا الغالية كانت فى أيام الماضى بحق وصدق مصر الحضارة، مصر القوية، التى وصفت بأنها سلة الغلال للإمبراطورية الرومانية!. وكانت غوثاً للبلاد وعوناً للعباد أيام المجاعات والقحط، التى كانت تصيب كل من حولنا، أو كنا نحتفل بهذا العيد لأننا نأمل فى المحافظة والاستمرار فى النهضة الزراعية، التى بدأها محمد على الكبير، والى مصر، وباعث نهضة مصر الحديثة، الذى عمل على شق الترع والقنوات، وكان هدفه هو زيادة الرقعة الزراعية.. وبدء هذه الخطوات كان باختياره الكفاءات التى تحسن إدارة الأمور وتحمل المسؤولية، مع عدم بقائهم مع مناصبهم فترات طويلة، مع متابعته لهم والإشراف الدائم عليهم ومحاسبتهم عند التقصير أو منح الأوسمة والرتب والنياشين عند الإجادة، وتحملهم المسؤولية بكل أمانة كانت مرجوة لهم عند الاختيار.


ولكن للأسف الشديد أتت الرياح بما لا تشتهى السفن، وعمل النظام السابق على إهمال الزراعة فعلياً، واكتفى بالتوجه إلى زراعة ما لا يفيد من زراعات لا تسمن ولا تغنى من جوع مثل الكانتالوب والفراولة!! بل توسع فى إقامة الصوب الزراعية التى لا تحتاج إليها ظروفنا البيئية والمناخية، وتستهلك كميات كبيرة من المبيدات التى تلوث البيئة وتسبب الأمراض للمواطن المصرى، وذلك للكثافة النباتية فى مساحة مغلقة، تؤدى إلى كثرة وجود الأمراض والآفات الزراعية!!.. والآن بعد مضى أكثر من سبعة أشهر من قيام ثورة 25 يناير 2011 هل ننجح فى العودة مرة أخرى إلى الاحتفال بعيد الفلاح المصرى بطريقة تعيد الفلاح المصرى إلى أرضه التى يحسن العمل فيها، ونوفر له الوسائل التى تتيح له الإجادة فى إنتاج ما نحتاجه من غذاء فى زمن العالم كله يشكو ويضج من أزمات غذائية قادمة، سوف يعانى منها الجميع، ونكون جميعاً جادين فى الاحتفال بهذا العيد؟.. وإذا كانت جمعة اليوم، التى توافق عيد الفلاح المصرى، يطلق عليها جمعة «تصحيح المسار»، فإن المسار لن يتم تصحيحه إلا بتغيير الأفكار والمبادئ التى لن تفيد مجتمعنا المصرى بوضع كل منا فى مكانه الصحيح.. فالفلاح المصرى مكانه الطبيعى أرضه ومزرعته، وما أكثر صحراءنا التى تحتاج إليه، وإلى كل مجهوداتنا جميعاً، ويكون عيد الفلاح المصرى هو عيد فلاحينا جميعاً فيما نأمل فى تحقيقه لمجتمعنا المصرى من رخاء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية