هل الديمقراطية غاية أم وسيلة؟ وما الضامن لتحقيق هذه الغاية وثبات واستقرار الوسيلة؟
هل هو تأمين وحماية الوسيلة نفسها، أم قناعة المواطن بالغاية وبأفضلية وفاعلية الديمقراطية كوسيلة لتحقيق هذه الغاية، الإجابة بالتأكيد هى الثانية، ومع ذلك فنحن ومنذ سقوط النظام السابق غارقون فى تفاصيل الأولى، ونخوض المعارك فى سبيلها، بدءاً بمعركة الدستور أولا، فمعركة المبادئ فوق الدستورية، وتجاهلنا الضامن الحقيقى للغاية والوسيلة وهو المواطن!!
فضمانة العدالة والديمقراطية فى بريطانيا التى ليس لها دستور مكتوب (أصلا) هى المواطن الإنجليزى وضمانة الديمقراطية فى أمريكا التى يحتوى دستورها على كلمة الديمقراطية هى المواطن الأمريكى، ونسينا أن المواطن المصرى بعد ثورة 1952 داس على هذه الوسيلة بحذائه، وقبل بديكتاتورية ظن خطأ أنها الأقرب لتحقيق الغاية، بعد أن غازلته بقوانين كالإصلاح الزراعى والتأميم وخلافه!!
وسيدوس المواطن بحذائه مرة أخرى على الديمقراطية إذا تجاهله دعاتها وحماتها، ولم يصلوا إليه ويقنعوه بها ويخبروه بآلية تحقيق الغاية عبر الوسيلة بجدول زمنى محدد، فيعرف متى، وكيف، وفى غضون كم من الأعوام، سيتم القضاء على الأمية وإصلاح التعليم؟
ومتى وكيف وفى غضون كم من الأعوام سيتم إصلاح هيكل الأجور وضمان حد أدنى إنسانى لها؟ ومتى وكيف ومن أين وفى غضون كم من الأعوام سنعمر سيناء؟ ونبنى ممر التنمية ونحول مجرى قناة السويس إلى ممر تنموى ضخم.
مهندس
القليوبية