x

كارثة الجهل والتعصب والتخلف

الثلاثاء 06-09-2011 08:00 |

رغم أننى مسلم ليبرالى ولست بكافر، إلا أننى حضرت يوم جمعة قندهار 29 يوليو، وقد حضرت تلك الجمعة، كما حضرت الجمعات والأيام الماضية منذ 25 يناير وحتى الآن..


 ومن خلال متابعتى قبل الذهاب فجر يوم الجمعة أعجبت جدا بشعار الجمعة وهو «لمّ الشمل»، إلا أننى بمجرد الوصول إلى الميدان فوجئت بأن هناك عدداً من الشعارات والإعلانات المرعبة المرفوعة فى الميدان، تشككت فى أن الميدان هو التحرير!! حتى إننى فكرت فى العودة من حيث أتيت!!


ولكننى تغلبت على هذه الفكرة، وأصررت على الدخول فى وسط الميدان والالتحام بهؤلاء الأشخاص، وببعض المجموعات القليلة، وأجريت بعض الحوارات مع عدد قليل منهم.. لا أخفى عليكم سرا بمجرد أن جلست أعلنت بصوت عال «أنا مسلم ليبرالى ولست كافرا»، فماذا حدث لى بمجرد أنت انتهيت من هذا الإعلان؟


انهالت على الشتائم والسباب من كل حدب وصوب، ونظرات التهكم والسخرية، وقليل منهم تعاطف معى، نظرا لأننى لم أرد عليهم جميعا.. بعض المتعاطفين قال للمتشددين منهم: أعطوا الرجل فرصة ليتكلم وليعبر عن نفسه.. أما المتشددون منهم فلم يتوانوا فى الرد عليهم: هؤلاء هم النخبة المثقفة التى جاءت لتبث السموم، وتحارب الإسلام.. هؤلاء هم المأجورون..


هؤلاء هم المدعمون من الخارج!! حتى إن أحدهم أقسم على أننى أتقاضى أموالا من الخارج، علما بأننى لم أر هذا الشخص فى حياتى أبداً، واتضح لى بعد ذلك أنه من محافظة سوهاج وجاء ليحارب أمثالى وينتصر لظهور الإسلام على حد قوله!!


 ولما هدأت الأمور بعض الشىء بواسطة المتعاطفين معى، طرح أحدهم سؤالا على: أنت تقول إنك ليبرالى.. اشرح لنا ما هى الليبرالية؟


ولم ينتظر زعيم المتشددين فقط ترك لى فرصة أن أقول كلمتين فقط هما الليبرالية تعنى الحرية والحرية تعنى.. وقاطعنى قائلا: تعنى زواج المثليين كما ينادون فى مجتمعاتهم، بسن قوانين لهم، هذه هى الحرية من وجهة نظركم؟!!


وثار أحدهم قائلاً: «أرجوكم أعطوا هذا الرجل فرصة»، ورد عليه زعيم المتشددين، قائلا: «يا أخى لا نستمع إليه» فلو استمعنا إليه عشر دقائق فقط سيقودنا جميعا فى نهاية الأمر إلى حيث يريد، وهذا دليل قاطع على ضعف الحجة والبرهان وسطحية الأفكار..


قال هذا المتشدد أنا أجيب عن السؤال كما أراه: الليبراليون هم هؤلاء الشباب الذين يرتدون البنطلونات الجينز الساقطة، والذين يضعون الجيل على شعورهم، ويصففون شعورهم بطريقة معينة من الوسط.. ياللمهزلة وياللعار فى التخلف السياسى والثقافى والفكرى والاجتماعى المتفشى لدى الغالبية العظمى فى جمعة 29 يوليو، والذين أثاروا التشككات والفزع لدى الكثير من مسلمى مصر الأزهر والحضارة الإسلامية!!


أ. د. جمال عطية فايد-أستاذ علم النفس بجامعة المنصورة


[email protected]

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية