x

محافظ أسوان.. وأسرار الإصرار

الثلاثاء 06-09-2011 08:00 |

من عجائب مصر أن تنقلب فيها الموازين رأسا على عقب، ويحاكم الرئيس على جرائمه، بينما يظل أتباعه ينعمون بدواوين المحافظات، ويعملون فى وظائفهم ومنهم على سبيل المثال السيد محافظ أسوان الذى رسب وظيفياً منذ عهد مبارك، وأصر العهد الجديد على إبقائه فى منصبه، رغم كل الأخطاء التى ارتكبها فى حق المحافظة وأبنائها وعلى وجه التحديد «أبناء النوبة»!!

إن محافظ أسوان أطلق لنفسه العنان فى هدم كل المعايير الإنسانية التى يتطلبها الواجب الوظيفى!!

ولن نتحدث هنا عن ممارسات شخصية لأن الحكومة أعلم بها من الجميع، ولكننى سأتحدث فقط عن ممارسات إدارته للمحافظة، التى منحت كوادر الحزب الوطنى حرية مطلقة فى نهب الأرض وتسقيعها، والاستيلاء على أراض بها مواقع أثرية، بالإضافة إلى التخريب المتعمد فى ملف توشكى، وبيعه لصالح مجموعات معينة، ومحاولات الاستيلاء على جزيرة آمون للمغربى وجرانة وشلة الفساد!!

كما أنه مسؤول بشكل مباشر عن جرائم العقود التى بيعت فيها أرض الحزام المحيط بأسوان، وهو يعلم قيمة هذه الأرض!!

وهو مسؤول عن استيلاء العصابات «المباركية» على أرض النوبة القديمة، لاستثمارها سياحياً بدليل تصريحاته «بعد» سقوط النظام وليس قبله عن رواية طلب زكريا عزمى مساحات شاسعة من أرض النوبة حول البحيرة بالأمر المباشر له، ولمنير ثابت شقيق الهانم، وكيف أنه وقف أمامه ورفض الطلب؟

محافظ أسوان مسؤول عن تغييب القضية وعدم فهمه الجيد لأبعاد المشكلة النوبية بل تعمده خلط الأوراق وتغيير الحقائق على الأرض وعلى الورق!!

وهو مسؤول عن إسقاط جميع النوبيين الذين ترشحوا مستقلين لانتخابات مجلس الشعب السابقة، وكان يتدخل بشكل سافر فى إدارة العملية الانتخابية وهذا تزوير لإرادة الأمة!! والمثير أنه ابتدع لعبة البدل النقدى 75 ألف جنيه مقابل التنازل عن الأرض والبيت، وحاول فرضها كأمر واقع لوأد القضية النوبية، وإغلاق قصة حق العودة!!

كما ترك رجال المجالس المحلية التابعين له يمرحون ويلعبون فى كل كبيرة وصغيرة ويخالفون القوانين جهارا نهارا، ولم يتدخل لمنعهم بل ساندهم وأغراهم بالهبات من أجل مصالح شخصية أكبر، كتمرير «مشروع كركر» الفاشل!!

لقد تراجعت فى عهد محافظ أسوان مستويات التنمية والنظافة والتجميل فى شوارع المحافظة، وهى ضرورية للسياحة.. بل لقد سعى إلى خلق فتنة داخلية جديدة، من خلال فكرة خبيثة لا تخفى على أحد، حينما أراد تعويض المتضررين من جراء السيول، بمساكن بديلة فى وادى العلاقى إحدى المناطق المهمة والرئيسية فى المطالب النوبية!!

محافظ أسوان يتطاول لفظياً على أبناء النوبة ويوجه إليهم إهانات متتالية قولا وفعلا ولم يحاسبه أحد!! من قبل وصفهم بالمتاجرين، ووصمهم بالغوغائيين، كل هذه الأفعال التى ارتكبها محافظ أسوان هى فى عرف القانون جرائم يجب محاسبته عليها!

ويبقى السؤال.. ألم يجد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء شخصا آخر يتولى هذه المحافظة الغالية على قلوب العالم سوى هذا الشخص غير المرغوب فيه؟

 ألم يكن من الأجدر تغييره كما هو الحادث فى بقية محافظات مصر من باب الأخذ بالأحوط!!

يا سيادة رئيس الوزراء هل ترضى أن يقوم محافظك بطرد أصحاب البيت والدار جمال سرور، وأحمد عواض والإساءة إليهما قولاً وفعلاً؟. هل ترضى منه أن يهين فرداً من أفراد شعبك والاستنجاد بحرس المحافظة ليعيد قصة الأمس وبلطجية النظام؟ إذا رضيت بهذا ولم تحاسبه فلا فرق إذن بينك وبين من سبقوك، فهم كانوا أيضاً يفعلون مثلك و«يطنشون» على أفعاله!!..

إذا كنت ترضى عن ذلك، فأبشر بأن الأسوأ قادم لأننا لن نقف مكتوفى الأيدى كثيراً أمام مخالفات هذا الرجل، وهناك قانون يجب أن يلتزم به، وأن تلتزم به أنت أيضاً حرصاً على هيبة الدولة التى يصر هذا المحافظ على وأدها ولا تدفعنا للسؤال.. لماذا الإصرار وما هى أسرار هذا الإصرار؟!

ولهذا نطالبك بالإسراع فى إزاحته عن صدورنا لأننا زهقنا واتخنقنا.. اتخنقنا يا دكتور شرف!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية